إِلتَقَيْنَا إِذَنْ …
وَ ارْتَشَفْنَا مَعًا قَهوةً نِصفُهَا سُكَّرٌ
والبقية ذِكرى كلامٍ جميلٍ
تَرَكناهُ فوقَ رُفُوفِ الأَسَى
قُلتِ :ِ وهرانُ تَنسَى كَكُلِّ النِّسَاءِ
فكيفَ احتملتَ لوحدِكَ هَذِي الحرائقَ ؟
قلتُ : يداكِ سماءٌ
ووجهكِ فانوسُ عِشقٍ أضأتُ بهِ الدَّرب ثُمًّ مَشيتُ
و فوق شِفاهِكِ تغفُو شموسُ الطُّفولةِ و الأُمنياتِ البعيدةِ
قلتِ : تُرَى
أيُّ أغنية في المساءات كنتَ تُرَدِّدُهَا
حينما يعتريكَ الحنينُ
لحقل الورود التي أشرقت في عيوني …؟
ضحكتٌ
بكلِّ الذي قد ملكتُ من الحزنِ…
مِلتُ على كتفٍ من حريرٍ وقلتُ :
أنا لا أُغنِّي
فقلبي بلادٌ لكل جراحِ اليتامَى
و ليس معي النَّايُ حتَّى أُرتِّلَ بعدكِ لَحنًا أغَمِّسُهُ بالفرحْ
و لستُ أُغنِّي
فأهلُ المدينة تابُوا جميعًا
و باعُوا سماواتِ أحلامِنَا في المزادِ
لشيخِ القبيلةِ دونَ ثَمَنْ
قلتِ : لابأس
سوفَ تظلُّ نَبِيًّا
و فوقَ جبينِ المَدائِنِ تَبقَى الأَميرَ
تحاولُ رشوتَكً المُدُنُ العَاهِرَهْ
وَ كَانَتْ تُشِيرُ إِلى الطَّاوِلاتِ أمامِي
فَهِمْتُ بِأنَّا معًا نُكمِلُ الدَّائِرَهْ
………
إِلتَقَينَا إِذَنْ …
لم يكُن موعدًا للكلامِ عنِ الحُبِّ ، لا..
كانَ وَعدًا
قطعناهُ منذُ ثلاثينَ عامًا
بِأنَّا إِذا مَا جلسنا معًا
في صباح الحنينِ
فلا بد أن نحتسي قهوةً
نِصفُها سُكَّرٌ
و البَقيَّةُ ذِكرَى
لِعُمْرٍ جَمِيل
سعد