تعتبر المجلات الثقافية العنصر الأساس في تطوير الشأن الثقافي لكل أمة ، فبدونها لن نستطيع أن نتقدم خطوة ، الكثير من النشاطات الثقافية التي تقام هنا وهناك، ولكن عدم التوثيق لها جعلها هباء دون جدوى كذلك نفس الشيء بالنسبة للمداخلات والمحاضرات التي تقام هنا وهناك ولكن دون تجسيدها لفعل ثقافي موثق جعلها دون تأثير ثقافي حقيقي ، ولذلك فالأمم المثقفة تقاس بعدد جرائدها ومجلتها الثقافية ، وللأسف الشديد عندنا في الجزائر آخر الاهتمام بالمجلات الثقافية التي تعتبر في الحقيقة، الركيزة الأساسية والحقيقية لتجسيد أي فعل ثقافي ولذا وجب على كل الجهات الثقافية المسؤولة أن تعتني بهذا الجانب إذا ما أردت النهوض بالفعل الثقافي الحقيقي وذلك في كل المجالات سوءا كان إبداعا مختلفا أو مسرحا أو فنا تشكيلا وغيرها من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تساهم في تحريك العجلة الثقافية ، هذا من جانب من جانب ثاني أرى أن الصحفيين خاصة المهتمين بالفعل الثقافي وما أكثرهم في جرائرنا أن يعاد لهم الاعتبار كبقية الصحفيين في الأقسام المتبقية كالقسم السياسي والقسم الرياضي لأنه الوحيد الذي يساهم في تطوير المستوى الفكري والثقافي للمجتمع وبفضله سيكون لهذا المجتمع مكانته التي نضاهي بها بقية الأمم، التي تعتبر الهم الثقافي هو الأساس ولعلنا ونحن نتتبع مختلف البلدان العربية وما تحتويه من مجلات ثقافية ومسابقات ثقافية متنوعة مست كل المجالات لدليل كاف على أن الأمم تتطور بالفعل الثقافي بالدرجة الأولي ثم تأتي الجوانب المتبقية ولذا أوجه كلمتي لكل دور الثقافة والمؤسسات الثقافية على مستوى الوطن التوثيق للفعل الثقافي هو الذي يجعل من الاستمرارية في هذه الأفعال متواصلة وبإمكاننا أن نتخطى ما قمنا به وأن نبتعد على تكرار الفعل الثقافي، فالفعل الثقافي الناجح هو الذي يجب أن تسوده الاستمرارية وليس أن نلغي ما قام به سابقونا على أن نبدأ من نقطة الصفر وهذا ما يحدث كثيرا فكثير من الملتقيات الأدبية بعدما وصلت لطبعات متقدمة وبمجرد تغيير المسؤول نعود إلى طبعة جديدة بتسمية جديدة ونلغي بذلك نشاط دؤوب استمر لسنوات .