يعتبر التراث عموما من بين أهم مقومات الدول وهو الأساس في نموها وتطورها والمحافظة عليه تتوجب الإهتمام بكل ماهو تاريخي وتراثي و وتقليدي والأمم إذا أردت أن تقوم لها قائمة يجب عليها أن تركز وتهتم بالمحافظة على هذا التاريخ لأن من لا ماضي لها لا مستقبل له والتراث يعتبر الجذور الأساسية في قيام ونهوض الأمم، ولعل الجزائر من بين هذه الأمم التي تزخر بتراث متنوع على مختلف مستويات سواء كان ذلك في التراث الغنائي أو من خلال العادات والتقاليد التي تزخر بها الجزائر على جميع الأصعدة كالغناء والأكلات الشعبية والصناعات التقليدية واللباس وغيرها من الأشياء التي تمثل التراث وما يميز الجزائر عن بقية الدول الأخرى هو التنوع الثقافي والتراثي نظرا لمساحتها الشاسعة فكل ولاية من ولايات الجزائر هي منطقة تراثية زاخرة من حيث اللباس والصناعات التقليدية واللهجات والألبسة وغيرها ولذلك فإن الجزائر بمختلف عادتها وتقاليدها تعتبر خزانا تراثيا ممكن أن تستفيد منه بقية الأمم بمختلف التنوعات ولكن يجب إثراء هذا التنوع التراثي وخلق سبل لتطويره والحفاظ عليه كي لا يضيع ولعل من بين الأسباب التي أدت إلى تعرض تراثنا إلى السرقة ،هي عدم المحافظة على هذا التراث وعدم وجود إستراتجية خاصة للمحافظة عليه ،فالحفاظ على التراث يجب أن لا يكون قولا ولكن يجب أن يكون فعلا مجسدا ويجب أن تكون هناك آليات ودوائر خاصة للاهتمام به والمحافظة عليه ،ويجب أن لا نحتفل بتراثنا وفق مناسبات معينة ومع انقضاء المنافسة تعود ريمة لعادتها القديمة ،في الوقت الذي نجد بعض البلدان الأخرى لا تحافظ على تراثها فحسب بل تسعى إلى السطو على بعض العادات والتقاليد وبعض الأشياء التي تمثل تراثا وإرثا تاريخيا لبلدان أخرى ،فمن العجب ان تجد بلدان تتبنى أغنية الراى كتراث لها بينما هي متجذرة في تراث وتاريخ الجزائر والشيء نفسه بالنسبة للكسكسى وغيره من الأشياء الأخرى ،وللمحافظة على هذا التراث الذي يعتبر إرثا تاريخيا متجذرا في الثقافة الجزائرية وتاريخها يجب على المعنيين على مستوى وزارة الثقافة ومديرياتها أن تحدد الشروط التي يجب اعتمادها للمحافظة على التراث والتسويق له في مختلف التظاهرات المحلية والعربية وحتى الدولية منها إذا ما أردنا القيام والنهوض بمورثنا الثقافي الذي تزخر به الجزائر وذلك في مختلف المجالات لأن الجزائر لا يستهان بها في هذا المجال خاصة وأن الجميع يعتبرها قارة بإرثها وتنوعها الثقافي الزاخر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ،وبهذا يمكننا أن نتسيد القارة الإفريقية والعالم العربي .يجب أيضا الترويج لهذا التراث والاحتفال به قبل أن يحتفل به الآخر وينسبه لنفسه لأن تراثنا جزء من هويتنا وتاريخا والمحافظة عليه واجبة فهو امتداد للحاضر والمستقبل.