عن دار خطوط وظلال الأردنية في طبعة عربية، ودار ضمّة للنشر في طبعة جزائرية،يصدر قريبا كتابنا لشعر يحتفي بتجارب راهنة، وأسماء تصنع الاستثناء إلى غاية نهاية العشرية الثانية من الألفية الثالثة…على امتداد الوطن العربي مشرقه ومغربه…الشكر موصول للأحبة في خطوط وظلال وللصديق عبد الفتاح بوشندوقة عن دار ضمّة….ومما جاء في تصدير الكتاب:
ترتفع الأصوات هنا وهناك حافرةً في أسئلة الوجود الشّعري و رهاناته وجدواه عبر تحولات جديدة و”إكراهات” واقعية فرضتها جملة من المعطيات أبرزها “النزوح الشعري ” نحو الرواية كملمح عربيٍّ جديد له تداعياته على الشّعر، فهل المارد الشعري في أزمة فعلية الآن؟ هذا المارد الذي صنع الحدث بدء من أنصاف القرن الماضي و نصّبَ حوله ثورات “نقاشاتية” بفعل الجديد اللاّفت في كل مرة، من الثورة على أوزان “الخليل” وعمود الشعر إلى الثورة على المتن والبنية والرؤية والشكل، فظهرت أصواتٌ وتداعت أخرى في ما يشبه “جنون” الشّعر العظيم، حيثّ انتفضت قصيدة النّثر، وشقّتْ بكلّ تيماتها عصا الطّاعة معلنةً عصر”إيقاع الجملة” إلى حين، مستفيدة من بروز هذا الشكل الشعري في “أوروبا”، ثمّ ظهرت قصيدة “الهايكو” كعلامة على هذا التحول بفعل انفتاح الشاعر العربي على التجربة الشعرية “اليابانية” غير الجديدة طبعا، غير أنّ هذا “المجد” النّثري/الهايكوي لم يكن بمنأى عن تأثيرات العولمة و المدّ الرقمي المخلخل للقيّم و المحمولات الإبداعية، فلم يعد الشّعرُ “علامة مقيّدة” ولا “ماركة مسجلة” وإنما بسط نفوذه “الرّقمي” هذه المرّة مبشرا بالقصيدة الرقمية الجديدة بكل أشكالها بعيدا عن التقسيمات”المدرسية” قريبا ممّا ما تتيحه تقنيات الصورة و “الميديا -بلاير” و فضاءات التواصل الاجتماعي من حرية “فائقة”.. ولو أنّ هذا الخطاب الشّعري لايزال جديدا على المتلقّي العربي إلاّ أنّه يتوجّه شيئا فشيئا نحو الانتشار بفعل المارد الرقمي وقدرته اللاّمحدودة على الاستقطاب الجماهيري خصوصا مع العشرية الثانية وبداية العشرية الثالثة من الألفية الجديدة.