**** كلام دافئ **** “الحلقة الخامسة بقلم الدكتور علي ملاحي
مخيف جدا ..أظن أن النخبة تشارك في اعدام بعضها ” . كلام كبير قاله المبدع الروائي والاعلامي الشاب الطيب صياد.. في رده على تعليقي على مقال له كتبه على هامش “ندوة بن هدوقة … ” .. اسم نوعي أتوسم فيه الصدارة .. والتميز والكفاءة والإخلاص للكلمة العادلة . وقد وجدت في كلمته تعبيرا عن واقع الحال الثقافي الذي وجدت فيه بعض الجهات
مبررا لتنظيم نشاطات غير بروتوكولية . كلمة تختصر واقع الحال الثقافي الذي التبست فيه الأشياء السيئة على بعض ( الجهات ) فاستحسنتها لتبرر الفراغ المتصاعد
مثل دخان من موقد قديم .
عندم. تعقد جهة ثقافية بيدها الحل والربط ندوة ثقافية ..يفترض أن تفكر في الآخرين بنزاهة.. خصوصا عندما نعرف أن عقد اللقاءات الحضورية غير مخول لأي جهة تنظيمها .. تطبيقا للبروتوكول الصحي المعمول به .. فلماذا يخول هذا البروتوكول عقد ندوة حضمخيف جدا ..أظن أن النخبة تشارك في اعدام بعضها ” . كلام كبير قاله المبدع الروائي والاعلامي الشاب الطيب صياد.. في رده على تعليقي على مقال له كتبه على هامش “ندوة بن هدوقة … ” .. اسم نوعي أتوسم فيه الصدارة .. والتميز والكفاءة والإخلاص للكلمة العادلة . وقد وجدت في كلمته تعبيرا عن واقع الحال الثقافي الذي وجدت فيه بعض الجهات مبررا لتنظيم نشاطات غير بروتوكولية . كلمة تختصر واقع الحال الثقافي الذي التبست فيه الأشياء السيئة على بعض ( الجهات ) فاستحسنتها لتبرر الفراغ المتصاعد مثل دخان من موورية باسم الراحل بن هدوقة ..؟ ولماذا تتجاهل هذه الندوة مشاعر عائلة مبدع مثل مرزاق بقطاش .. ليس من حقي أن ألوم هذه الجهة على كل .. فما أنا الا رجل بسيط .. ولكنه حز في نفسي ان يتم لقاء احتفائي للذكرى في ظل ظروف جنائزية كبرى نعيشها وتعيشها الجزائروالعالم .. ودون التفكير في الآخرين..ولو تمت عن بعد .. لباركت اللقاء .. ولاعتبرته دمعة حرى على روح الفقيد الكبير عبدالحميد بن هدوقة .. ولو كان بن هدوقة حيا لرفض – وهو الوزير – الاحتفاء بهذه اللغة . وعلى أنقاض الموتى مثله .. والجدد بشكل خاص ممن لم تجف دموع عائلاتهم. ولن أتحدث ههنا عن أي شخص ممن حضروا أو أطروا أو جاهروا بنواياهم . لأن الوقت غير مناسب .. ولن نداوي الناس بالمزيد من اليأس .
باسم الثقافة وباسم المثقفين والمبدعين يجري اللقاء على ظهر الموتى .. إذ في الوقت الذي دفن المشيعون مرزاق بقطاش وفي الوقت الذي كان فيه ناقد كبير مثل الراحل الكبير والمثقف المتميز حسين خمري .. يصارع .. بين الحياة والموت .. يبعث هؤلاء وأولئك باسم الإخلاص روح الروائي عبدالحميد بن هدوقة من القبر .. ولو كان بن هدوقة حيا لرفض اللقاء .. الذي جمع أسماء من ولايات مختلفة في فندق معتبر ( ) .. ثم يجتمع الجمع في المكتبة الوطنية …. لتدارس حياته وادبه الذي يفترض ان يجمع ما كتب عنه حتى لا تبقى ملتقياته مجرد انشائيات بدل هذه ( التأبينية الثقافية ) التي لا تقدم ولا تؤخر .. وبدل أن يكون هذا الجمع سببا الجرح جهات أخرى .. إذ كيف يقام لقاء حضوري ثقافي في مكتبة معروفة .ويمنع في الوقت ذاته إيواء أستاذ جامعي يأتي من ولاية أخرى على حسابه لمناقشة علمية .. وفي الوقت الذي يحضر البروتوكول على الجامعات وعلى أغلب المؤسسات إيواء استاذ او مؤطر لمناقشةاو دراسة مسألة اقتصادية أو.. .. وهو أمر بديهي ان تخضع المؤسسات للبروتوكول الصحي .. ولا نرى فيه حرجا .. بل نعتبر الأمر مكرمة .. لذلك استغربنا الأمر بجدية .. لانه في الوقت الذي تمنع الجهات الصحية بأمر من الدولة ومصادقة السيد الرئيس والسيد رئيس الحكومة كل النشاطات الثقافية على مختلف الجمعيات صغيرة ام كبيرة .. تبادر هذه ( الجهة ) إلى جمع اساتذة من جهات وطنية مختلفة في المكتبة الوطنية .. وفي الوقت نفسه تجتمع الحكومة ومعهم المؤسسة الثقافية وفق بروتوكول التباعد .. ثم تحضر المؤسسة دما ولحما ندوة بن هدوقة .. المؤسسة حرة (كشخص ) لكنها كمؤسسة هل من حقها أن تبكي على مبدع في الوقت الذي نجد فيه عائلة مبدع آخر بل عائلات مبدعين تبكي ..؟ انني اريد ان أتساءل كمبدع وكمثقف وكأستاذ وكمواطن : ماهي المبررات الاستعجالية لعقد هذه الندوة الحضورية ..ولماذا هذا الكيل المتعدد في الميزان … ؟ ان روح بقطاش دون شك كانت مشمئزة من تلك المحاضرات التي لم تقدم الا لأن هناك جهة معينة أعدت العدة لملتقى/ في يومين سموه ندوة .. ولا أعرف كيف تكون ندوة في يومين .. ؟ . صحيح.. اللي اختشوا ماتوا .. لعلنا لم نعد نفهم والمؤكد أننا لم نعد نفهم مادامت هناك الأقلام تستباح .. وتضرب بعضها في الصميم وعلى مرأى كل الجهات الوصية .. والتي سبق لها ان عاقبت فندقا جمع نشاطا حضوريا فنيا – وكان ذاك هو الصواب – في هذا الزمن الضيق .. أعتقد أن عائلة مرزاق بقطاش كانت أحوج بالمساعدة .. وجمع الأحبة ولو على مضض .. لمواساة عائلة صديق عبدالحميد بن هدوقة نفسه .. اما ان نجد الناس تتفرق شيعا في موت أديب مثل بقطاش .. وتجتمع على وفاق بقدرة قادر في ندوة صديقه فإن الأمر مشبوه ثقافيا .. انا جد منزعج .. واربأ نفسي ان لا ازايظ في لوم الحاضرين والمنظمين .. ولا أسمي أحدا .. لأنهم أقرب الي من حبل الوريد .. وقد تمنيت عدم الوقوع في هذه الطفرة الثقافية المسيئة للمؤسسة التي أراها أكثر حكمة من هذا التسرع .. والمفروض ان تكون المسافة نفسها مع كل المبدعين الذين يعيشون المحنة على مضض .. ولو اقتربت هذه الجهة أو تلك إلى الفنانين والمبدعين الذي يتنفسون المحنة لكان خيرا لها ولاحتسب الله ذلك للدولة في ميزانها الحضاري . ولا أرى بن هدوقة الا سيدا فارسا وتاج رأس المبدعين في برج بوعريريج .. وليس في المكتبة الوطنية .. ولو كانت هذه الجهات تمتلك الشجاعة الأدبية لأنجزت طبعة بن هدوقة الجديدة في مقامها المعهود ..ببرج بوعريريج.. وستكون هناك مبررات لذلك دون شك .. من خلال طبع كل الأعمال التي أنجزت حوله من قبل .. أعرف أنني اقول كلاما لامذاق له عند بعضهم .. لكن هذه هي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها.. لن ابارك هذه الندوة باسم الراحل الكبير الأديب الأصيل عبدالحميد بن هدوقة .. بهذه الطريقة وفي هذا الزمن الجريح ..ولا أملك في هذا الظرف القاسي الا ان أقول مع كل المبدعين الغيورين على الجزائر رحمة الله على كل أبناء الأسرة الفنية والإبداعية.. وعلى مضض نترحم على الجميع ونقرأ في حضرتهم الفاتحة .. لعل الله يرحمهم ويرحمنا جميعا . عاش بن هدوقة شامخا .. مثله مثل مرزاق بقطاش .. لكن لا مصداقية لشعار : مات بقطاش عاش بن هدوقة .. وتسمح لي أسرة أديبنا الكبير سي عبد الحميد بن هدوقة .. فما هذه الا غيرة عليه وعلى كل المبدعين .