جديد مسرح قسنطينة.
بقلم :علاوة وهبي
منذ ان استوطنت كورونا عالمنا اصبحت العروض المسرحية تقدم اما افتراضيا واما في قاعات خالية من الجمهور او لا يحضرها الا بعض من الصحافة وعدد من النقاد واصدقاء منتج العرض ظاهرة سادت وعمت في اغلب المسارح ان لم تكن قد اغلقت ابوابها في انتظار ان تخف الجائحة.
يوم السبت السادس والعشرين ديسمبر كان يوما شديدة البرودة في مدينة قسنطينة .امطار وثلوج تتساقط في الولايات المجاورة وهبوب رياح شديدة البرودة .لكن ذلك لم يمنع عشاق الفن الرابع ممن تمت دعوتهم من الصحفيين واصدقاء من حضور العرض الشرفي لانتاج مسرح قسنطينة الجديد.
ماكياج نص واخراج كمال الدين فراد وتجسيد عادل حملاوي وعتيقة بلزمة وصلاح الدين تركي وسيف الاسلام بوكرو الي جانب الدمي المستخدمة في العرض التي صممها وحركها مصمم الدمي ياسين تونسي
الحكاية .كاتب يعتقد انه العبقري الاول والمبدع الاوحد الكبير كاتب الروايات والقصص المتطلع الي عالم ليس هو منه لانه باختصار شديد مختلس لافكار واعمال غيره من الكتاب والمبدعين .كاتب يعيش في عالم الوهم معتقدا انه الواقع .واقعه .ويدخل في صراع مع زوجته التي يختلس حتي افكارها هي كما يدخل في صراع مع بطل روايته . الريح .واعتقد ان اعطاء تسمية الريح للبطل في الرواية له مغزاه فالريح تمحو في هبوبها كل ما تجده في طريقها .تمحو الزيف وتطهر الارض من الشوائب والاوحال الريح بطل العمل يخرج في النهاية من اوراق الرواية متمردا علي الكاتب الذي جعل منه رجل كيمياء وصانع قنابل .يخرج مهددا الكاتب المختلس وتحت الضغط تجري محاكمة الكاتب ويتولي محاكمته بطل الرواية الي جانب ارسطو جابر بن حيان .يحاكم علي اختلاساته لافكار غيره وادعائها لنفسه.
استخدم الكاتب والمخرج كمال فراد في عمله الجديد الدمي الكبيرة التي صممها المخرج ياسين تونسي المختص في مسرح العرائس ومصممها .وهو جانب جديد عند فراد وتجربة لم يسبق له استخدامها في اعماله السابقة .تجربة اشراك الدمي في العرض اعطت للعمل شيئ من الغرائبية وشيئ من معقول اللامعقول .
العرض قدم في مسرح قسنطينة امام عدد قليل من عشاق الفن الرابع والصحافة .
ماكياج تجربة جديدة للمخرج والكاتب جمال الدين فراد تضاف الي اعماله وتجاربه السابقة في الاخرج والكتابة .
من المنتظر ان يعاد تقديم العمل امام الجمهور بعد
ان تخف حدة جائحة كورونا .في انتظار ذلك يبقي العمل حبيسا في كواليس المسرح.