الكتابة هذا الألم………
بقلم الشاعرة سمية مبارك
الكتابة هذا الألم الملم بنا ، هذا الضجيج الفاخر، تلك الدوامة التي ترتشفنا ، كيف لجميع هذه التراكمات، كيف لهذا الكم الناضخ أسى أن ينبض دفقا و أن يكتبنا بكل أمل. ثمة تسائل لطالما راودني كوني قارئة للحلم و مؤرقة ناصعة الشجن، هل يتساوى الشعراء في نسبة التأثر و الشاعرية ؟ هل يتفاوت ذاك الذي يرتسم طريقه بوجع و آخر يسلك سطوره المشوكة بأنامل عتمة ؟ ماذا يباغتهم حين دهشة ، إثر انصهار مع الوجيعة و انكسار حاد في ضلوع الحياة ، إن الشاعر يعي جيدا ماهية البوح و ضرورة الصمت و استدراك الهزيمة ، هو قادر على استدعاد حالات و مشاعر عدة لكن ضمن حقل دلالي يتناسب و تخلجات القلب ليولد النص التأثري على صفيحة الاحتراق. بعيدا عن الشعراء المرتزقة و شعراء البلاط ، الشعر هو أن نقول أشياء منا أو نقولنا بلغة انكساراتنا و معزوفات التيه التي لا تمل تتقاذفنا لذلك يمنحنا فعل البوح مفاتيحا و مسببات للألم و الأمل. نحن نكتب لأننا نحمل حزننا و همومنا في جمر قلوبنا و بين طيات النبض، تكتبنا كذلك سطور غريبة، فدفتر العمر صار مرتعا لتلك الوعود المتوهجة و انطفأت أنوار الغد الواعد. نجدنا قلبا لقلب لمواجهة تنضح حياة و الوقت سابح في أسرار الحب و فنون الشعر و لعلنا و نحن في منتصف الدهشة تلفحنا ألهبة مخملية الحنين،و بين شهقة و هوس ننصت لاغنية من كمين العيون. الشعر ملاذنا حينما يخذلنا الوقت و نقع في خديعة الانسان.
Aa