مَــنْ أمشــاكَ في أثـرِي
~~~~~~~~~~
عقلِي يُحدِّثُنِي بالوعـظِ والعِبَــــرِ
والقلبُ يأمرُنِي بالقصفِ والسَّهَرِ
فما برِحْتُ أدارِي القلبَ منْ حُرَقٍ
كما أدارِي الجمالَ الزورَ من غـرَرِ
ولم تـدمْ حيرتِي مـن بعــدِ شدَّتِهَا
فصِحْتُ منْ خوَرٍ، إنِّي منَ البشرِ
يا صاحبِي هل رأيتَ النجمَ مبتسرًا
عيناهُ ترنُــو، فتبدُو صفحةَ النَّهــرِ
أرسلْتُ طرفِي على نهْـجٍ أمرُّ بهِ
أتابعُ الحُسْـنَ، لا ألوِي على أثـــرِ
ولا أهـابُ صعـابًا فـي محبَّتِــهَا
كالرّيحِ يعصفُ لا يلوِي على أثرِ
أبيـتُ مـنْ شغفٍ أتلُـو محاسنَـهَا
كأنَّهَا فكــرةٌ أوحتْ بهَا فِكَـــرِي
لكنَّهَا اليـومَ في أحلامِـنَا صـــورٌ
بهَا الفؤادُ سقيـمُ السَّمْـعِ والبصَـرِ
قدِ انطوَى وهمُهَا لمَّا غدَتْ مثلاً
وفي التذكُّـرِ ما يدعُـو إلى ضـرَرِ
لمْ يبرَحِ الحبُّ فيهِ الصِّدقُ مشتَمِلاً
ولمْ يزلْ في عميقِ النَّفسِ في خفَـرِ
هلِ انطوَى مثلَ ما تُطوَى بقيتُــهُ
منَ المودَّةِ، لا تسعَى إلى وطـَــرِ
لا الوردُ يشفعُ إن عاثَ الجفاءُ بهِ
كلاَّ، ولا العطر ُبينَ النَّايِ والوتَرِ
ما كلُّ هذا له في القلـبِ منزلــةٌ
ريَّاهَا لا تُنعشُ المفتونَ بالصوَرِ
يا أيُّهَا البلبـلُ الصـدَّاحُ غـنِّ لنَــا
لحنًا منَ النَّغمِ المشحونِ بالوتــَرِ
إنِّي شبيهُـكَ في التَّغريدِ منْ مَـرَحٍ
وازدَدتُّ عنكُ نواحَ الهجرِ والكدَرِ
لا كانَ أسـوأَ منْ قـولٍ تنِــقُّ بهِ
خسيسة الودِّ: منْ أمشاكَ في أثرِي؟
~~~~
بهناس أبو ريان أحمد