ذاك اشتعالُ العشق في بدن المُريد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مختار عيسى *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي لحظةٌ للفوْق من سُكْر الكلامْ
هذا افتراق الضوء عن جسد الظلامْ
لا غيرَ وهْمٍ في صدور التاجرينَ
وبائعي الوعد الحرامْ
إخوان ياهوذا المؤتركِ،
والمؤمركِ،
والمؤسرلِ،
والرجيمْ
والقارض المقروضِ…
في البئر الهديم !
ذا لحمُك المكشوفُ للغرباءْ ،
والجرحُ أعظم من ضمادات الأحبةِ ،
والنزوف تعانقت أنباؤها
وإذاه يشتق الجدارَ،
يدكُّ سُرّاق النهارِ؛
فلا تمدّي القلبَ إلا للنشيدِ، وهدهدي طفل الرياحْ
لاتفتحي للحزن أبواب الدموعْ
قومي من الأحراج، لاتلقي اليتامى للسؤالْ
هاهنا قلبٌ تؤرقه البروقْ
يستنزلُ الرحمات من خفق الأضالعْ
فاستدفئي ببروقهِ ،
وتطهري من رعشة الخوّان في حضن الوريدْ
تسّاقط الأنباءُ رطبا
ويجيئكِ الولدُ العنيدُ، بكفه نبت الصباحْ
ذاك اشتعالُ العشقِ في بدن المُريدْ
تلك المباهجُ غانياتٌ في حضورك ِ يفتتحن اللا بكاءْ
ما مرّ عامٌ ، والطريقُ يخوننا ،
إلا ويحدونا الرجاءْ
أبدا تزفُّ الروحُ نحو الانتباهْ
أبدا يقومُ الخلقُ من غفواتهم …
يصغون للترتيل من شفةِ الحقولْ
أبدا تسافرُ للنبوءةِ خطوتانْ
يصطفُّ جُندُك صابرينَ،
يمِّسحونَ الآه عن بدن الحياة
و تدورُ أغنية السواقي ،
لاملاذَ ولا مفرّ ، ولانجاة
إلا بسرِّكِ ،
في الجفاف وفي الهطولْ
وإليكِ منكِ رحيلنا
مُرّي فمُرُّك شهْدُنا
والعام مَرّْ ،
والخائنُ المعزولُ
والجمعُ الخَذولْ
سقط المقاولُ والمناولُ والمؤجّرُ ،
والمداهنُ والمُساكنُ والمتاجرُ بالسماء وبالبروجْ
ومرارة الأيام أجلاها الخروجْ
هذي الملايين التي عزفت تراتيل الخلاصْ
إذ كان ” صُورُ” الحق يستبق النفيرْ
لقيامة الأحلام من كهف السنينْ
فإذا الشوارعُ هادراتْ
والليل يقطع نسْلهُ من ذيلهِ
وإذا الهتافاتُ / الرصاصْ
الفجرُ أعلن خارطة…
قبل الفواتْ
والشمس أنحرت الدياجرَ في الصدورْ
هذا حضور النورِ ، ذاك دبيبهُ
ذاك العروجْ
ذي خطوة الإفراج عن حلم الجموعْ
لا تطفئي الآمال في غدنا النظيرْ
سنرد غائلة الدهورْ
ونصيح :
إنا هاهنا
رهنَ النداءْ
وتفتّحين صباحنا
وأكفنا نحو السماءْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
شاعر من مصر نائب رئيس اتحاد كتاب مصر