مَا قاله العراف *
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشاعر مسلم روابح *
فِي القلبِ سرٌ
تَهجّى المَاءَ ، فانسَكَبَا
ورَاحَ يُشعِلُ فِي أضلَاعِيَ اللّهَبَا
مَا أجمَلَ النّارَ
لَو أَرْخَتْ ظَفائِرَهَا فَوقَ اشتِعَالِي
وَرَاحَتْ تَقرَأُ الحَطبَا
أنَا القَتِيلُ هُنَا هَجرًا بِلاَ سَببٍ
فَكَم بَحثتُ
ولَكِن لَم أجِدْ سَببَا
أنَا المُعَمّدُ بالأشوَاقِ
تَكتُبنِي كفّ الذِي جَاءَ
أَو كـفّ الذِي ذَهَبَا
رُوحِي
بقِيّةُ مَن ماتُوا عَلى عَطَشٍ
وحَاولُوا الضّوءَ
كيمَا يَرضَعُوا السّحُبَا
مَرّوا بِذَاكِرَةِ الأيّامِ
وابتَكَروا ملحَ الوَداعِ
وصَاغُوا حُزنَهُمْ أَدَبَا
مَنْ علّموا القَلبَ
أنّ الحُبّ لَهجَتُهُمْ
وغَادَرُوا تَاركِينَ الحُزنَ والتّعبَا
هَا جِئتُ أتلُو صَلاةَ المَاءِ
عَلّ يَدًا تَهمِي
لِتُطفِئَ جُرحِي كُلّمَا التَهَبَا
أَو عَلّهَا فِي لَيَالِي الأُنسِ
تَعصِرُ لِي كَرمَ المَجازِ
وتَجنِي التّمرَ والرّطَبا
يَدٌ مِنَ العَالَمِ الغَيبِيّ لَو هَطَلَتْ
سَتَجرَحُ اللّيلَ
حتّى يذرِفَ الشُهُبَا
هَل مِن سَبيلٍ
لِكَي نَحيَا بلاَ وَجَعٍ ؟
فبِئرُ أعيُننَا المُلتَاعِ
قَد نَضِبَا
مِنْ عَهدِ آدَمَ
والأوجَاعُ تَكتُبُنَا
هَل يَذكرُ الوَجعُ المَنسيّ مَا كَتَبَا ؟
وَهَلْ سَتُقرِضُنَا الأفرَاحُ بَسمَتَهَا ؟
لنَدخُلَ اللّيلَ
لاَ صمتًا ولاَ صَخَبَا
غدًا سَأَسأَلُ …
عَن دَربٍ لأعبُرَهُ
وأصعَدُ الغَيمَ حتّى أبلُغَ الحُجُبَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- القصيدة الفائزة بالجائزة الثالثة بمسابقة صالون بايزيد عقيل الثقافي
- شاعر من الجزائر