رواية الحجر الأسود
ليلى غضبان أستاذة محاضرة بجامعة الجلفة
هيجل هوأول من وضح مفهوم الحداثة ، إلا أن فهمها عند العرب اتسم بالضبابية؛ لانعدام وجود تاريخ محدد لبدايتها. كما عرفها رولان بارت أنها جميع الرؤى العالمية المستمدة من تطور الطبقات والتكنولوجيا ووسائل الاتصال الجديدة التي أدت إلى إحداث قوة الدفع في منتصف القرن التاسع عشر، فهي ردة فعل على الراقعية والرومانسية وانطلاقة نحو التجريد، في الأدب تجلت الحداثة في الشعر الحر و تيار الوعي في الرواية.
الحداثة في منطلقها ثورة علمية ( فلكية، فيزيائة، رياضية، بيولوجية)، وأي حداثة تقاوم ولا يرحب بها في بداياتها. الحداثة الغربية لم تنشأ صدفة ولم تكن طفرة؛ بل كانت مؤسسة على معارف العلماء العرب والفلسفة اليونانية؛ هذه الأخيرة أيضا كانت نواتها شرقية، فكتاب ( السماء والعالم ) لأرسطو مستمد من الحضارات العراقية، و كتاب ( تيماوس) مستمد من الحضارة المصرية؛ حيث يتم إرجاع كل العلوم إلى توت عنخ آمون، دون نسيان دور الحضارة الهندية. المعارف الإنسانية لا تؤخذ مجزأة؛ بل تؤخذ ضمن نسق معرفي موحد، لهذا فإن آداب الغرب مستمدة من آداب الشرق. يطرح تساؤل: هل يوجد شرق وغرب حقا؟ أرى أنه يوجد إنسان لا شرقي ولا غربي؛ فكأننا نتساءل: هل تفكير الإنسان موجود في الفص الأيمن من الدماغ أو في الفص الأيسر من الدماغ؟ وهذا سؤال خاطئ في أساسه.
الحجر الأسود يوحي بالمركزية وعدم التعدد، لكن في الحقيقة هو مجموعة حجارة جمعت مع بعضها، كما أن وجوده في الكعبة لم يكن دائما، فلقد اختفى ثم عاد، فاستعارته الرواية كرؤيا للمعنى الأدبي.(رواية الحجر الأسود) هي الرواية الثانية بعد رواية ( الجمشت ) للدكتورة ليلى غضبان، تصدر عن دار خيال للنشر بالجزائر.