تمثل صديقي بالبيت الأول، ولم يمر بي هذا البيت من قبل، فصادف هوى وقبولا عندي، فراجعته سرا بيني وبين نفسي، إلى أن جاءت هذه القصيدة.
~~
أبْطأتِ، فكنـتُ الأسْـرَعَا
أوْ
إختلاف المطالع والأبراج
~~~~~~~
” لَـمْ نُــوَافِ هَـــذِهِ الدُّنْـــيَا مَــعَا”
كُنْتِ أبْطَأْتِ، وَكُنْـتُ الأسْــرَعَا
شَــاءَتِ الأقْـــدَارُ أنْ لاَ نَلْتَـــقِي
ضَـلَّ فِي السَّيْـرِ كِلاَنَا مَا وَعَـى
لَـمْ تَكُـونِي يَــوْمَ أنْ جِئْــتُ أنَـا
غَيْــرَ رُوحٍ تَسْتطِيـبُ المَهْجَـعَا
***
لَـمْ أجِـدْ لِي قَبْـلُ مَـنْ يُـؤْنِسُــنِي
أجْهَــلُ الـدُّنْـيَا، وَأشْكُـو الوَجَعَـا
لَـمْ تَجِـدْ شَكْـوَايَ مَنْ يُنْصِفُـهَا
مِنْ ضَنَاهَا، إنْ سَـلاَ أو ضَيّـَعَا
وأنَـا فِي غَمْـرَةِ الوَجْــدِ سِــوَى
رِيشَـةٍ، تَخْشَى الْهـوَى أنْ تَقـعَا
حِينَـهَا أرْسلْـتُ شَـوْقِي هَائِــمَا
يَحْمِـلُ الشَّــوْقَ إليْــكِ مَطْمَـعَا
***
هَـدأتْ أنْفَــاسُ غَـيْـرِي، مَلَــلاً
وأنَــا أسْـرَفْـــتُ فِـيــهِ وَلـــعًا
وجَعلْــتُ الَلَّهْـــفِ فِيــهِ أمَـــلاً
لَيْـتَ لَهْـفِـي فِيـهِ يَغْـدُو وَرَعَـا
أجْهَـشَ الإخْلاَصُ يَبْكِي أسَـفًا
إذْ رَأى مِنْـكِ صُـدُودًا مُفْجِـعَا
ويَقِيــــنُ الحَـــقِّ آذاهُ الجَـــفَا
أخَــذَ الصَّبْــرَ طَرِيــقًا مَهْيَـعَا
***
لَيْــسَ لِـي فِي قَلْبِـهِ مِنْ شَغَــفٍ
فَهْــوَ لَـمْ يَـــدْرِ بِـمَا قَـدْ وَقَــعَا
لَمْ يَــزَلْ غَيْـبًا، وشَمْـسِي أفَلَـتْ
كَيْـفَ يَــدْرِي قَمَـــرٌ مَـا طَلَــعَا؟
قَطْـــرَةٌ قَـدْ لَمعَـــتْ فِي نَشْــوَةٍ
بِضِفَـافِ القَلْـبِ كَانَــتْ مَرْتَــعَا
هَلْ يَصِـُّح الحُلْـمُ لِي فِي عُمُـرِي
أنَّ مَــنْ عَـذَّبَــنِي قَـــدْ ودَّعَـــا؟
لَـمْ يَكُـــنْ إلاَّ خَيَـــالاً جَانِـــحًا
زَارَنِي يَوْمًا، فَعِشْتُ المَصْرَعَا
***
وبَكَــتْ بِالدَّمْـعِ تُــرْثِي حَالَــتِي
بِجُمَانِ الغَيْـثِ يَهْـمِي مُتْــرَعَـا
مَـا الــذِي يُبْكِيــكِ يَـا فَـاتِنَـــتِي؟
أنْــتِ مَـنْ تَيَّـــمَ قَلْـــبًا جَـزِعَـا
قَــدْ تَحمَّلْـــتُ مِطـــالاً قَاتِـــلاً
لَيْتَــــهُ كَـــانَ عِتَـــابًا مُقْنِـــعَا
أنْتِ مِنْ هُـزْءٍ ومِنْ خَـدْعٍ، بَـدَا
مِنْـكِ مَخْـدُوعًا، وَفِيـكِ انْخـدَعَا
***
ارْحَمِي شيْـخًا تَصَـابَى طَائِــشًا
فَـاتَـهُ الحُلْـــمُ فَأضْــحَى هَلِـــعَا
زُوِّقَــتْ رُؤْيَـاهُ فِي عِــزِّ الشِّـتَا
وأنَـاطَـتْ مَوْعِـــدًا، إذْ طَمِــعَا
صَـدَّق المِسْكِيــنُ تَعْبِيــرًا لَـهَا
فَلَــــهَا ثُــمَّ سَـــهَا فَـانْـدَفَـــــعَا
خَـفِــيَ البُــــرْءُ عَـلَى أمْثالِـــهِ
آهِ لَــوْ يَعْلَــــمُ مَــا ذَا صَنَـــعَا؟
***