نزل اُمرؤ القيس من صهوة جواده..حين أعجبته بناية شاهقة شاهدها على الطريق وسط القاهرة….قيد جواده على سياج…وقف على بعض أمتار من البناية .سأل رجلا كان يعبر الممر….لمن هذا القصر يا اخ العرب..؟ قال له الرجل..هذا ليس قصرا يا أعرابي..هذا مقر الجامعة العربية…! لم يفهم امرؤ القيس ما قاله الرجل و سأله.. هل هي سوق يتداولون فيه الشعر و التجارة و شؤون الغزو أم ماذا…؟ أجابه العابر و هو يضحك..لا هذا و لا ذاك..هنا يجتمع حكام العرب و الملوك لدراسة القضايا الراهنة..و منها قضية فلسطين…! أستغرب الملك الضليل لكلامه و قال له.. جامعة القضايا الراهنة..! و من تكون هذه..فلسطين التي يجتمعون لأجلها..؟! رد الرجل…دولة عربية محتلة…منذ العام 1948..! و أين كان العرب…؟! سأله امرؤ القيس.. أعقب عابر الطريق…كنا هنا..كل واحد في دولته…! ضحك امرؤ القيس حتى كاد أن يسقط أرضا..و قال له… أنا جئت من آلاف السنين إلى هنا باحثا عن ثأر أبي و لم يقف معي إلا كأسي…و أنت تحدثني عن ثأر أمة تجتمع هنا لدراسة ثأر فلسطين..هل سأثأر لأبي أم لفلسطين…دعني أغرب عن وجهك..! سار الى جواده المقيد على السياج…فتح زاده …أخرج منه زجاجة شامبانيا..أودعها في جوفه دفعة واحدة…لم يشعر بالإرتواء..تناول آخرى..بعد لحظات كان قد ثمل….مشى مترنحا حتى وصل إلى جدار الجامعة….أفرغ ما كان يدخره من ماء…و أنشد قائلا..قفا نتبلل…قفا نضحك…..
بقلم محمد مصطفاوي