الشاعرة وعد جرجس في حديث لمجلة الصالون الثقافي
أحاول التفوق على ذاتي وتقديم ما هو أفضل
كزهرة برية تعانق الحرف لتنشد به أروع القصائد والجمال، وتصنع به سنفونيات للحب والانتشاء إنها الشاعرة السورية وعد جرجس المغتربة في ألمانيا ، هكذا كانت رحلتها لعناق الرف والكلمات الجميلة رغم تعب الغربة والدراسة فهي تتابع دراستها في الإرشاد النفسي لتكتمل بذلك تجربتها في التوغل إلى أغوار النفس البشرية لها العديد من المطبوعات ولها أيضا مخطوطات عدة، وللتقرب إليها أكثر هاهي مجلة الصالون الثقافي تفتح لها هذه المساحة للبوح الجميل .
حاورها الشاعر عزوز عقيل
-
هل ممكن لقراء الصالون التعرف أكثر على الشاعرة وعد جرجس؟
أنا شاعرة وكاتبة وقاصة ورسامة لا أملك شيئاً من هذه الهوايات بل هي التي تملكني ولا أبعث فيها من أنفاسي بقدر ما تبعث هي فيني من أنفاس الحياة أتيت من بلادٍ كانت مليئةً بالحبِّ والسَّلامِ قبلَ أن تباغتَها سَكرات الموتِ البطيءِ لتُردي بها وبنا قتلة شوقٍ على قارعةِ الفُراقِ . سوريةُ الدَّمِ والهويَّة أنا . تربت رئتيَّ على هواء جزيرتها في مدينةٍ صغيرة مفعمةٍ بالبساطةِ والجمالِ اسمها الحسكة نضَجتْ معالمي بين شوارعها ومدارسها ومركزها الثقافي وبين جرائدها لاهثةً أقتفي أثرَ حلمٍ يُضيءُ نَجمُهُ تارةً وتارةً يختَفي كالسَّرابِ .هاجرتُ مع عائلتي في عام 2010 إلى ألمانيا بعد حصولي على الشَّهادةِ الثَّانويةِ وتأهُّلي لدخول جامعتي الفنون التشكيلية و الأدب الفرنسي في حلب بسبب يأسٍ أصابني من الواقع المرير بشكل شامل وتركت الجزء الأكبر الأتعس الأجمل من كياني هناك . أنا مقيمة في ألمانيا منذ عشر سنوات أنشر جميع نتاجاتي الشعرية والأدبية في مختلف الجرائد والمواقع الإلكترونية حول العالم . وإليكم لمحة عن مشواري الأدبي المتواضع :
شاعرة وقاصة وكاتبة ورسامة سورية (من مواليد مدينة الحسكة 1990) مقيمة في ألمانيا.
– عملت في سوريا في جريدتي “البعث” و”تشرين”.
– تكمل دراستها في ألمانيا في تخصص “الإرشاد النفسي”.
– نشرت نتاجاتها في بعضٍ ومازالت تنشر في البعض الآخر منذ عشرِ سنوات في جرائد ومواقع عديدة، منها:
– مؤسسة الحوار المتمدن.
– موقع اللوتس المهاجر.
– موقع الجزيرة كوم.
– موقع كتاب الغربة اللبناني.
– موقع كتاب الشعر المصري.
– مجلة السلام العالمية.
– جريدة الجسرة الثقافية القطرية.
– جريدة المياسة القطرية التي امتلكت فيها زاوية خاصة بإدارة الشاعر والصحفي تيسير سلمان النجار رحمه الله .
– المشاركات الشعرية:
– المهرجان الشعري الأول في أوروبا الذي أقامته الرابطة المهجرية للإبداع المشرقي إحياء لذكرى الشاعر والكاتب السوري الراحل عبد الأحد قومي.
– دعوة لحضور مهرجان الاحتفال بالذكرى الواحد والستين لثورة نوفمبر بمدينة باتنة الجزائرية بدعوة من جمعية بلقيس الثقافية.
-عضو في التجمع العربي لشعراء العمود والتفعيلة.
– عضو في الأكاديمية الدولية للإبداع.
– عضو في رابطة الأدباء العرب/مصر.
– عضو في رابطة شعراء العرب.
– عضو في الاتحاد الدولي للشعراء والأدباء.
– عضو في رابطة الشعراء والأدباء العرب للتميز والإبداع.
– الإصدارات:
– ديوان خليط بين النثر والتفعيلة والعمودي بعنوان “شهقات ملونة
– ديوان شعري نثري بعنوان “سيرة حب زهرة.
-قيد الطباعة :
– ديوان شعري عمودي وتفعيلة بعنوان “جنون الشعر”.
– ديوان شعري نثر وتفعيلة وعمودي بعنوان “أزهار الروح”.
– مجموعة قصصية بعنوان “للواقع ظل يتنفس”.
– كتاب حكم وعبر يومية بعنوان “مواسم الأنفاس”.
– كتاب يضم جميع مقالاتها بعنوان “خبز وماء وضوء”.
والمزيد من الكتب الأخرى التي سيُعلن عنها لاحقاً
– تغنى بقصائدها العديد من الفنانين العرب:
– قصيدة عمودية بعنوان ” هواهُ معظّمٌ” بصوت مطرب الإذاعة والتلفزيون السوري جان خليل.
– قصيدة عمودية بعنوان “ذكريات” بصوت الفنان السوري عندليب الشعراء طارق مراد.
– قصيدة تفعيلة بعنوان “يناجيني” بصوت المطرب السوري أمجد رحال.
– أربعة قصائد روحيّة غناء المرنمة المصرية ميمي لوكاس، عرضت على قناة الطريق المصرية.
– قصيدة إنهُ الميلادُ بصوت القس والمرنم ميخائيل يعقوب راعي كنيسة مار إسيا الحكيم في سورية مع زوجته الخورية إليزابيث ملكي.
– مقابلة تعريفية مع الشاعرة ولمحة عن ديوانها الأول شهقات ملونة على محطة راديو أثير الأجيال الجزائرية سنة 2019م
-قراءة تحليلية لديوان شهقات ملوّنة بقلم الشاعر خالد ديريك.
– حوار طويل مع الشاعرة حول سيرتها الذاتية والأدبية وتجربتها الشعرية الأدبية ونتاجاتها القادمة في عام 2021م بقلم الشاعر خالد ديريك
– تم توثيق لمحة عن سيرتها الأدبية في موسوعة الشعر العربي النسائي المعاصر للشاعرة والموثقة المغربية فاطمة بوهراكة في عام 2021م
_مقالة تعريفية عن الشاعرة في جريدة الثورة السورية بقلم الصحفية هفاف مهيوب عام ٢٠١٩
_حوار متعمق حول تجربة الشاعرة الشعرية والأدبية والفنية والحديث عن إصداراتها القادمة عام ٢٠٢١ بقلم الشاعر والناقد المغربي مؤسس حركة ق ن ح الشعرية عبد الرحمن بو طيب في مجلة روضة الأدباء العرب وبعض المجلات الأخرى .
-شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية والفعاليات الثقافية المقامة على شكل بث فيديو مباشر على الصفحات الرسمية لمنظمات ومراكز أدبية وثقافة عالمية على الفيسبوك .
-
مسار من العطاء الابداعي وفي المجال الثقافي إلى أي مدى استطاعت الشاعرة وعد جرجس في المساهمة في اثراء الفعل الثقافي ؟
أنا أكتب القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة والقصيدة النثرية إضافة إلى الشعر النبطي أو المحكي بلغة الشارع بحسب كل بلد أحاول دائماً التفوق على ذاتي وتقديم ما هو أفضل .
فالعمل بجد وبإخلاص للكلمة التي هي ذاتها الرسالة المخلوق أنت لتأديتها وإتمامها يجعلك مرتاح الضمير قليلاً جداً فما من كاتب أو شاعر ناجح باحث مفكر عاشق لفتح أبواب جديدة لم تفتح من قبل واكتشاف عوالم مبهمة لم تُكتشف سابقاً في دنيا الحرف والفن والمعرفة والابداع يرتاح إلا حين يلفظ آخر أنفاس رسالته ونفسه معاً . لا أستطيع ككاتبة وشاعرة تقييم نفسي بل أترك هذا الأمر للناقد والقارئ اللذان يحق لهما فقط ذلك .
وبحسب النقّاد وقراءاتهم المسجّلة ل ديواني الأخير الذي صدر منذ أشهر قليلة وهو ديوان نثري سردي أنثوي اجتماعي بحت بعنوان. سيرة حب زهرة . فإن هذا الديوان هو جنس أدبي جديد وثورة في عالم شعر الحداثة وإضافة إلى قصيدة النثر الحداثية السردية من حيث محتواه الذي هو عبارة عن قصائد نثرية متسلسلة الفكرة بطريقة قصصية تتخللها رسومات تشرح فكرة هذة القصائد بالصورة أيضاً سيكون قريباً جداً في متناول إيدي جميع الراغبين إلكترونياً كذلك. .
-
الكثير من الأعمال الأدبية على الساحة ماذا أضافت لك وماذا أخذت منك ؟
-
أي عمل أدبي ناجح سواءً كان لي أم لغيري فهو يضيف لصاحبه وللآخرين وللأدب بشكل عام مولود فكري جديد يمكن أن يكون عنصر فعّال في تطور الفكر المجتمعي وارتقائه نحو الأفضل أما عن نفسي فقد قلت سابقاً مع كل قصيدة أوفكرة تسافر عبر محطات دمي يولد شيء جديد في هذا العالم ويموت شيء آخر في داخلي ربّما هو هذه الشرارة التي أتعبتني واستنزفت وقت وجهداً لاكتمال عملية المخاض الفكري فالولادة والعودة للإشراق في عالمنا المثير هذا.
-
كيف ترين الحركة الأدبية النسوية في العالم العربي عموما وسوريا بالخصوص ؟
-
أنا مغتربة عن بلدي سورية منذ ١١سنة لكنني أرى أن هناك شاعرات سوريّات قديرات يجاهدن كل يوم لنشر كلمة الوعي والثقافة بشتى الطرق وينجحن بجدارة وتفوق وأرى أن المرأة السورية وغير السورية في بلادنا العربية جميعها متشابه اعتادت المرأة في الفترات الزمنية الماضية أن تكون ضلعا قاصراً مع الأسف في أغلب طبقات مجتمعاتنا وناقصة عقل ودينٍ فيها وأنا أكلمكم بكل واقعية دون تزييف جمالي كاذب للصورة فكان لابد لهذا الضغط الكبير على مرِ العصور أن يولّد انفجاراً فكرياً كبيراً عظيماً متنوعاً لدى الكثير من نساء مجتمعاتنا اللواتي رفضن القمعَ الجسدي والنظر إليهنَّ على أنهنَّ عورة والقمع الفكري بأشكاله وتحدثن بكل جرأة عن هذا الحصار الذكوري على مايسمى أنثى بكل تفاصيلهِ من عادات وتقاليد وقيدود بالية . سواءً بالشعر أو بالمقالة أو بالقصة إلخ …. فشكلت هذه الحالة بحد ذاتها ثورة فكرية ثقافية تحريرية لكل مدارك العقل العربي المقفلة فالحركة الثقافية لدى مجتمع ما تنبع من ذاته . باختصار المرأة العربية واجهت الفكر المجتمعي العربي مع ذاته وأخرجته من قوقعتهِ الذكورية الصمَّاء وهناك الكثير من النساء اللواتي لمعت أسمائهن في مجال الطب والكتابة والرواية والرسم والشعر… إلخ مع حفظ الألقاب لجميعهن .
-
أسماء شعرية ظهرت في فترة ما، استطاعت أن تغير نظرة القارئ للشعر النسوي ثم اختفت إلى مايعود سبب هذا العزوف في نظرك ؟
-
هذا صحيح ولكننا لا نستطيع الخوض في التجربة الحياتية لكل شاعرة لمعرفة السبب الأساسي لهذا الاختفاء فوراء كل تجربة شعرية بغض النظر عن قيمتها وحجمها عروق وشرايين حياتية محرّضة تمد هذه التجربة الشعرية بالدم لتحيا وإذا أجبتك الجواب العام التقليدي الذي نعرفه جميعاً سأقول لك الاجتهاد والمثابرة والطموح والتحدي الدائم لخلق فكر وحس أدبي إبداعي جديد فقط يجعلك تستمر وتتقدم والعكس يكون قد حدث عندما يعود نورك ليخفت.
-
كيف تعامل معك النقد وهل مازلنا نعاني من أزمة نقدية ؟
-
أي عمل بدون نقد هو عمل ميت غير متجدد وكل كاتب وشاعر لا يتبنى نقداً مفيداً لنتاجه هو ميت على كل حال تجربتي مع النقد بكل صراحة هي تجربة جيدة جداً فقد أضاف النقد إلى قصيدتي قيمة ووزناً فالنقد البناء يرفع الجنس الأدبي ويُثريهِ.
أما عن إذا ما كان النقد مازال يمر في أزمته المعروفة فلا ننكر أبداً وجود الكثير من المجاملات والزيف النقدي الذي لايساهم إلا في تدهور الأدب والشعر وتراجع كتّابه وشعرائه وقرائهم ولكن هناك في ذات الآن نقاد مائزين جديين يغارون على كلمة الأدب
وسمعته وارتقائه كغيرتهم على أنفسهم وما يمسهم هكذا فئة ترفع لها القبعة احتراماً وتقديراً وبهم فقط يحِلُّ النّقد ويُرتقى به.
-
الكثير من الأسماء الشعرية توجهت مؤخر إلى العمل الروائي هل هذا مؤشر على عدم جدوى الشعر أم إلى أي سبب يعود هذا في نظرك؟
-
على العكس تماماً فالشعر بركان من المشاعر والأفكار الكثيفة التي تلامس القلوب والعقول وتحاكي فكر مجتمع كامل كالومضة الجميلة التي لابد لنا أن نعيشها الشعر ثورة و فيضان من الأيقاع لولاه لعاش العالم هلاك محتماً لكني أرى أن الرواية هي أم الشعر فالشعر هو فكرة مطروحة بطريقة رمزية أما الرواية فهي شرح هذه الفكرة بالتفصيل فالقصيدة في داخل كل شاعر وأنا منهم تنتظر من الرواية او القصة أن تكمل شرح ما أرادت أن تقوله فكما نعرف لا توجد قصيدة مكتملة بالمطلق ولذلك يتجه الشاعر للرواية ليكمل مابدأه في قصيدة.
-
هل مازال الشعر قادرا على البوح بمكنونات النفس البشرية في ظل الوسائط الاجتماعية التي قصرت مسافة التواصل ؟
-
طبعاً فالشعر يبقى له مكانته وأهميته في محاكات فكر المجتمع وتوجيهه أيضاً وما وسائل التواصل الاجتماعي سوى خدمة أصبح الشاعر الحقيقي الهادف من خلالها يستطيع بسهولة إيصال كلمتهُ والشعر ذوق وحس عالٍ له وقعه وتأثيره الجميل في قلوب جميع البشر إذا كان شعراً حقيقياً.
-
السؤال الذي تمنيت طرحه ولم أقم
-
ماهي القصيدة التي تطمحين لكتابتها ولم تكتبيها بعد ؟ ..
-
المسابقات الأدبية في العالم العربي كيف ترينها وهل استطاعت أن تقدم شيئا للإبداع ؟
-
هي جيدة بكل تأكيد إن كانت مسابقات صارمة ونزيهة .. فهي تفتح المجال للشاعر أو للقاص أو للروائي بأخذ فرصته وخصوصاً في البرامج التلفزيونية وتقديم موهبته لشريحة كبيرة من الناس فمن يستحق النجاح بمايملك سيصل بكل تأكيد وكما نرى فهناك برامج قد
أخرجوا شعراء وشاعرات أصبح لهم اسمهم في العالم العربي ولكن أرى برأي أن هذه المسابقات بكافة أشكالها ومنابرها المرئية أو المقروءة أو المسموعة وبكل صراحة تحتاج إلى صرامة وجديّة أكثر في الرقابة اللغويّة على القصائد والنصوص ووإلخ.. للحفاظ على سلامة اللغة العربية ونقائها وذلك لصالح الأدباء والشعراء والمسابقات بحد ذاتها أيضاً فالتهاون والواسطات والمحسوبيات ساعد على تدهور حال الشعر والأدب ورخص الكلمة والمتاجرة بها أيضاً للأسف الشديد .
-
كلمة أخيرة ؟
-
شكراً جزيلاً لاستضافتكم الكريمة في مجلة الصالون الجزائري ولجهودك المبذولة الأستاذ الشاعر عزوز عقيل أتمنى أنّي كنت ضيفة خفيفة الظل على صفحات مجلتكم أحبتي وأهلي في بلد الجزائر العزيز لكم محبتي وأجمل الأماني .