قصيدتان…شعر نادية قندوز *
ترجمة..علاوة وهبي..ديوان امال
《1》
(تناقض)
جدران منهارةاطفال منهكين
الجوع
المرض
انها الجزائر
بنايات فخمة
اضواء
حانات تتوهجانها الجزائر
ازقة قذرة
عرضها متر
انها الجزائر
شوارع
نخل
ارصفة
هي كذلك الجزائر
حميرمحملة
بالزبالة سقاءون
شحاذون يتكاثرون
انها الجزائر
حدائق
نافورات مياه
مواقف سيارات
نعم هي الجزائر
مزق علي الظهر
ارجل وسخة حافيةماسحوا احذية صغار
جامعوا اعقاب السجائر
انها الجزائر
وليس بعيدا
في انعطافة الشارع
سيارات فخمة
سيجار
قمصان حريرية
ودهان يلمع
انها كذلك الجزائر
وهناةفي شارع الرباب
او شارع راندون
اطفال يتشممون
الخبز ينضج
دون الحصول علي قطعة منه
الاخرون يرمونه
هي دائما الجزائر
في حين هناك
توجد معارك
من اجل هذا الخبز
《2》
(اخي محي الدين)
الي كاهينا ونوارة قندوز
اخي اين انت
حبان يناديانك
هل تعرف
اخي اين انت
عندك طفلة
هل تعرف
انت حي اليس كذلك
لا يجب ان تكون
يتيمة مثلك
اخي اين انت
عد
كاهينا هنا
لتقول لك بابا
هل انت حي
اه اخي
اللايقين
الشك
اخي اين انت
من اختطفوك لا يعرفون
ان نوارة تبكيك
وانه لا يمكنها
اقتسام الفرح معك
اه اخي عد
نحن في حاجة اليك
نحن نؤمن بعودتك
كان الفراق طويلا
نحن تدننتظر عودتك
لتدفع اتاووتك
لوطنك
لتنقذ حياتك
اخي اين انت
كاهينا هنا
امي تصلي من اجلك
هل تسمع قلوبنا
المليئة حبا تبحث عنك
اخي اين انت
انت حي اليس كذلك
اخي
محي الدين
رد علي
(الي اخي محي الدين قندوز الذي اختفي يوم 30جويلية
1957 في الجزائر)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
من مواليد 26 فيفري1932 بالقصبة أين عاشت طفولتها.تخلت عن الدراسة و هي صغيرة بسبب أوضاع إجتماعية خاصة بأسرتها.دخلت المستشفى بسبب مرض عضال أصابها و هي في سن المراهقةو هناك إكتشفت حب المطالعة على سرير بمستشفى الدويرة. و مع ذلك بقي شغفها بالتعليم معلقا كحلم تحقق مع متابعتها لدروس بالمراسة في مجال التمريض. كانت في سن شبابها مداومة على المكتبات تنهل منها ما تسير من العلم لا سيما مكتبة”عبعوب” التي أسستها جمعية علماء المسلمين.
في سنة 1954 تنقلت للعلاج بإحدى المستشفيات بفرنسا و هناك إنخرطت في العمل السياسي ضمن فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا و هناك سجنت لشهور بإحدى السجون الفرنسية بسبب نضالها.
و بإستقلال الجزائر إنخرطت نادية قندوز في الإتحاد العام للعمال الجزائريين و ناضلت من أجل ترقية عمل المرأة في الجزائر المستقلة.
صدر لها أعمال شعرية متتالية بدءا من ديوانها البكر الموسوم “أمال” الصادر سنة 1968 ثم ديوانها التالي الموسوم”الحبل” الصادر سنة 1974 و قد تم إعتماد بعضا من اشعارها في المقررات الدراسية بسبب بعدها الوطني و الجمالي.
كانت عضوة في إتحاد الكتاب الجزائريين.
شاركت في عديد الملتقيات و الفعاليات و ألأمسيات الشعرية منها و الثقافية و الفكرية.
أعتقلت يوم 29/ أكتوبر1988 مما شكل لها صدمة نفسية قوية.
آخر أعمالها الشعرية كانت كل من ديوان ” حالة حصار” و ديوان” صيف تحت الدبابات”
لا ندري لماذا غيبّت دواوينها الشعرية المفقودة و النادرة أصلا مع أنه تم إعادة إصدار العديد من الكتب و الدواوين الشعرية مؤخرا و كان بالإمكان تكريم هذه الشاعرة المجاهدة بإصدار الأعمال الكاملة لها عرفانا بنضالها و بما قدمته للمشهد الأدبي الجزائري طوال عقود من الزمن.
توفيت الشاعرة في شهر أفريل من سنة 1992.