ضياع ليلة العام الجديد _______
من تراه يؤلم الورد مرة .. و يبكي الملائكة مرات .. من تراه ..؟ الذي نثر الملح على وجنتيك.. كيف يلقى وسادته لحظة الغروب بلا دمع … كيفاه..! .. ألست أنت من كانت قبل أمس واقفة عند باب الفرح الذي تأجل موعده كثيرا.. أنت من تختص معنى الألم الأوحد في صراخك.. في
صمتك و في الحيرة ..بشاعة ال
وقت.. وجهك البارد وحده يروي الحكاية الموحشة.. و حيرتك التي أيقظت السكون لم تتحرك لها السواكن.. تشرح
لكل عاب
ر أمانيك البسيطة.. أن تكوني كما بنات الحي المجاور حيث الشمس لا تغرب.. تمسكين بعضا مما بهن من الفرح و ابتسامة لا دمع يعقبها..و دمية أنيسة.. تمنحينها الحب و نبضك و أجمل الأغنيات .. أنت من كانت أمسا.. وكما المواضي من الأيام الموجعة لا تعرفين عد سنوات العمر.. لأنها متشابهة و لم يتغير مذاق لياليها و الليلة وحدك تقفين عند بداية الشارع القديم .. تختلسين الاشتهاء إلى بهجة البنات يلاعبن أولى خطو العام الجديد .. يحملن لعبا..و أماني مختلفات اللون و الطعم.. و أنت تحملين بيدك قطعة الكسرة اليابسة .. و وجعا لم ينم.. تعرفين وحدك كنهه و مذاقه..تقفين.. عند مدخل الحي.. ربما يطل والدك.. رغم أنك تعلمين أن ظله غاب منذ زمن .. لكن حلمك في ملامسة أضواء العام الجديد كانت أكبر من اليأس.. لكنك عدت كما كنت و كما أنت .. تجاوزت الشارع عند الرجوع إلى آخر الزقاق.. حافية الروح.. و اليد الباردة بلا نبض .. لان أباك الذين تعرفين ملامحه من الصورة المثبتة على الجدار الباهت.. لم يأت ..و ربما كما قالت الريح التي هبت ..لن يأتي .. ما أقسى لحظة الانتظار.. بيأس متجذر..و ليلة أخرى طويلة صبحها بلا عيون و رغم ذلك انتظرت.. و ما زلت.. من غرس الشوك في مدامعك .. من أنزل الصقيع على كفك التي سقطت منها بقايا الكسرة اليابسة..من أراد أن يُبقى ليلك طويلا.. دون نجم و أن يمحو ضياء لاح بين الضلوع.. من تراه هذا الشريف ..! أيتها القادمة من التراب .. و بلون التراب ..و عطر التراب ضمي إليك ما تبعثر من شدو الأطيار .. فالبؤساء لا يملكون غير فرح الفراشات .. و امسحي بنبضك الحالم آخر دمعة .. ابتسمي و لو قليلا.. فالعصافير التي كانت على سقف البيت نزلت قبالة النافذة.. غنت لك.. أن الليلة عيد ..و أن أمك التي غادرت ستعود لأجلك ..لأجل ما وعدت .. ذات حزن مضى .. تعود لتخضب يدك بالحناء .. وتضع في عينيك ..بدل الليل الآسي.. كحلا و ستنامين على صدرها و في أذنك زغرودة يصل صداها السماء .. و تفتحين عينيك على قطع الحلوى التي تشتهين و دمية القش التي تحبين .. ستنامين ملء الحلم.. و أنت موقنة بأن الله الذى في السماء.. هو أيضا في صوت الحالمين و في نبض البؤساء و في أحلام الطفلة التي تعرف طعم الحزن.. و أنه سيمنحك تلك الشمس التي تزين بنات الحي المجاور…. ستنامين.. بكثير من الأمل.. و تكبرين بكثير من الحب.. لكن تراه ينام .. و هو يلقى وسادته عند الغروب.. ذاك الشريف.. الذي سخبمنك ظلك و منع عنك الابتسام.. لكنك عدت إلى البيت و رسمت على الجدار.. بجانب صورة أبيك المعلقة.. بقطعة من الفحم.. لعبتك التي تحبين.. و ابتسمت…
__ الشاذلي كلّيل __