《في حضرة المحراب》
♡♡♡♡♡♡♡
النّورُ والفرقانُ والأحزابُ
واللّوحُ والأقلامُ والطّلّابُ
صوتُ السّماء كأنّه تعويذةٌ
تغشى النفوسَ فتهدأ الأعصابُ
عصفورتان تسائلان منارةً
ويُسائلُ القمرَ المنيرَ سحابُ
ويسائل التاريخُ من مكثوا بها
حِقبًا وليت تجيبُه الأحقابُ
من ذا يردّ على الذين تساءلوا؟
هل ياترى للحائرين جوابُ؟
◇◇◇◇◇
في زحمة الأحزان تنطق بسمةٌ
فيدوّن الشعراءُ والكتّابُ
ما أعظم القوم الذين تصالحوا
والصّلحُ خيرٌ أيّها الأحبابُ
الصّلح في فهم السّراةِ تسامحٌ
عفوٌ عنِ الغاوينِ إن هم تابُوا
الصّلحُ مجلبةُ السّعادة للورى
يافوز من جنحوا إليه وآبُوا
والصّلح في أرض الجزائر بذرةٌ
تُسقى بماء الحبّ يا أصحابُ
بعد التصالح والتسامح قفزةٌ
نحو الأمان وما يعيقُ عتابُ
بعد التّصالحِ مسجدٌ ومنارةٌ
وإمامةٌ يزهو بها المحرابُ
هذي الجزائر حرّكت آمالالها
فتهيّأتْ لبلوغها الأسبابُ
هذي الجزائر حاورتْ جيرانها
فاطّيبتْ بحديثها الأطيابُ
هذي الجزائر أتقنت بنيانها
فمساكنٌ ومسالكٌ وقبابُ
هذي الجزائر للأحبّة جنّةٌ
لكنّها للمعتدين حِرابُ
خابتْ ظنونك يا( لَفِجْري) كلّها
وجميعُ من خذلوا الجزائر خابوا
لا ( شارلُكَانُ) ولا (بُتانُ) يخيفها
بعد المنارةِ لا (بِجَارَ) يُهابُ
بعد المنارةِ وثبةٌ نحو العلا
شعبُ الجزائرِ طبعُهُ وثّابُ
اليوم تنطلق الحضارة من هنا
لتسير في الركب العظيم ركابُ
في كل باب قارئ متبتّلٌ
يتلو الكتاب وزاهدٌ أوّابُ
في كلّ ساريةٍ يحاضر عالمٌ
ومحدّثٌ شرُفتْ به الأنسابُ
الفقهُ والتوحيدُ فيه وسيرةٌ
والنّحو والتصريفُ والإعرابُ
عذبُ الأذانِ مزلزلٌ بسلامه
من شكّكوا في نوره وارتابُوا
ومنابرٌ تحمي العقائد مثلما
تحمي العيونَ من القذى الأهدابُ
من جاءه يبغي الصلاة فمرحبا
أهلا وسهلا بالذين أنابُوا
أو جاءه يبغي العلوم فمرحبا
العلم في قاعاته ينسابُ
◇◇◇◇◇
هذي (الْخِرَلْدا) تستضيء بنوره
ويسائلُ الحرمينَ عنهُ شهابُ
كتشاوةٌ يدعو له.. ويجيئه
من منبر الأقصى الشريفِ كتابُ:
يا مسجدَ الإخلاصِ أنت خلاصنا
أنت البناءُ وما سواك خرابُ
يا مسجدَ الشهداء فيك رجاؤنا
الخير فيك وما عداك سرابُ
يا مسجدَ العزّ الذي اصطفّت على
أبوابه الأوصاف والألقابُ
يا مسجدَ المجد العظيم تحيّةً
منّي إليك يحفّها الإعجابُ
…
《الشّاعر: رياض منصور》