رعشة الظل
الشاعر : بغداد السايح
لِــلـظِـلِّ رِعْــشَـتُـهُ الَّــتــي تَـرْمِـيـهِ
فِـي الـدَّرْبِ مُـحْتَمِلًا سُـيُولَ الـتِّيهِ
يَـنْـمُو وَأَصْـغُـرُ حِـينَ أَهْـدِمُ رَغْـبَتِي
فِــــي أَنْ أَصِــيــرَ مَــــدَاهُ إِذْ أَبْـنِـيـهِ
الــنُّــورُ يَــرْسُـمُـهُ خَــيَــالًا مُـعْـشِـبًا
مِـنْ سَـلْسَلِ الـلَّحَظَاتِ كَـمْ يُـرْوِيهِ
ظِـــــلٌّ تُــقَــطّـرُهُ جَـــــدَاوِلُ رِحْــلَــةٍ
نَـــحْـــوَ الــضِّــيَــاءِ لَــعَــلَّــهُ يُـــؤْوِيــهِ
يَـمْتَصُّ يَـا لُـغَةَ الْـهَوَى مِنْكِ الرُّؤَى
مُــــــدِّي أَصَـــابِــعَ حَـــيْــرَةٍ حَــيِّــيِـهِ
كُـونِي الْـتِفَافَ خُـطًى بِـهِ بِـطَرِيقِهِ
وَاسْـتَـيْـقِظِي نَـغَـمًـا شَــذِيًّـا فِــيـهِ
الــظِّــلُّ كَـــانَ أَخَ الْـمَـعَـانِي كُـلِّـهَـا
مُـسْـتَـسْـلِمًا لِـمَـشَـاعِلِ الـتَّـنْـوِيهِ
يَـصْـحُو الْـمَـسِيرُ إِلَـيْهِ مُـرْتَجِفًا فَـلَا
فَــيْــضُ الــغُـيُـوبِ غَــزِيــرَةً يَـطْـوِيـهِ
يَـلْهُو بِـهِ سَـفَرُ الـصَّدَى فِـي صَوْتِهِ
حِـيـنَ الــدُّرُوبُ إِلَـى أَسًـى تُـرْخِيهِ
تَـشْـدُو الـظِّـلَالُ لَـهُ لِـيَجْرَحَ عَـزْفُهَا
مَــأْسَـاتَـهُ فَـيَـسِـيـلَ مَــــا يُـرْضِـيـهِ
كَالظَّبْيِ يَرْكُضُ حَيْثُ يَجْرِي خَلْفَهُ
نَــهْــرُ الــسُّــؤَالِ لِـحِـكْـمَـةٍ تُــغْـوِيـهِ
مِــنْ ظُـلْـمَةٍ خُـلِقَتْ غُـصُونُ بَـهائِهِ
جَــــلَّ امْــتِـدادُ رُؤَاهُ عَـــنْ تَـشْـوِيـهِ
قَدْ أَسْقَطَتُهُ يَدُ الثَّرَى لَمَّا اشْتَهَتْ
قَــطْــفَ الْــعُــلا بِــمَــدَارِجِ الـتَّـنْـزِيـهِ
الْآنَ يُـبْـصِـرُ مَـــا يُـحَـاوِلُـهُ الْـعَـمَـى
حَــتَّــى يَــــرَى قَـسِـمَـاتِـهِ تُـلْـقِـيـهِ