المؤنسة
الشاعر : بوقرة عماد الدين
لا العينُ تنسى الذي منْ فرطِ قسوتِهِ
متى أهـلَّ غروبُ الشمــــسِ سيَّلَـــها
ولا الدموعُ ستنسى مـن إذا سـُدِلَتْ
ستائرُ الليلِ أحْمَاهَــــــــا فأنزَلَهـــــــا
كأنَّما شفتي لمَّا الدمــــوعُ همـــــتْ
يهماءُ غافلَـها غيــــثٌ وقبَّلَــــــــــها
ما للحنين الذي يهـوى مسامـــرتــي
إذا أَغـــارَ علــــى الأرواحِ بدَّلَــــــها
فــزادها وحــشةً للعابثيــــنَ بهــــا
وزادنـــي كلَّمـــا سامــــرتُهُ ولَــــهَا
الحبُّ كالموتِ قاسٍ في تخطُّــفِهِ
يختارُ من زَهَراتِ القلبِ أجملَهــــا
إذا استبـدَّ بقلـــبِ المرء شيَّبــــــهُ
وإن تغلغلَ في الأرواحِ أثقلَهـا
كواضعِ الرأس ليلاً في وسادتِــه
متى تذكرَّ مـن يهـــــــواهُ بللَّـــــها
تَراهُ إن أتعبتْ عينـــاهُ خافقَـــــهُ
حنا على روحِــهِ الحُبْلى فزمَّـلَها
عيـنانِ لمَّهُــمَا شوقٌ أشاخَهُـمَـــا
وطارقٌ مــرَّ بالأبـــوابِ أقفلَهـــا
رفيقتانِ هما يُحكى إذا حَزِنَـتْ
إحداهُما ضنَّتِ الأخرى لتحمِلَها