مَسٌّ من الطِّينِ
لأنَّها في الهوى مَسٌّ من الطِّيــــنِ
أنويتُ في قصدها من غيرِ تعييـنِ
ولو تَمَلَّكَنـــي بالسِّحرِ جوهــرُها
يَمَّمْــتُها حيثُ لا تدري شياطيــني
يا قِبلةً من قديـم الوصل ما فَتِئت
تحكي حكايتها في غُصن زيتــونِ
بايعتُها من بقــــايا الرُّوحِ في حُلُمٍ
ألا -لعمركَ – عَبِّـر يا ابن سيـــرينِ
رأيت فيـــها سمــاء الكون ممطرة
كأنَّمـــا هـــيَ قَلْبٌ للمــــوازينِ
على حـــدود الرؤى بانت بواسقُها
وآيةُ الصُّبحِ لا تخفى على الغِيـــنِ
تبدو على سُبُحَـــاتِ النُّـــورِ مملكة
تأبى المذلَّــة من ذُلِّ السَّلاطيـــنِ
بمَيْسَمِ الحُسنِ أروت وجهَ سَبْسَبِها
وخيـرُ ما في الثَّرى بَعـثٌ لمكنــونِ
هـي السَّـــلامُ على ديـــوانه كُتبت
مُعلَّقـــاتٌ، رمــاها الدَّهـــرُ للنُّـــونِ
فأيُّ ذنبٍ بــدار الأســــرِ قيَّـــدَها
وأيُّ ذكرٍ يُعيـــد الشِّعر من دونــي
سَجَّـــانُ قلبي مع التَّكبيـر أعتقني
وما أنا في أراضيــــها بِمَسجــونِ
دَمُ العُروبة مُذْ هانت إمــــاهته
خَبَتْ مع الماءِ نِيـــرانُ الميـــادينِ
أُعيــذُها بدمــوعِ الصَّبر مــا تَرِبَتْ
حتَّى أُرَى حَجَرًا بالعزمِ ترميـني
وذاك أهْوَنُ ما في الضِّلعِ من عِوَجٍ
يحنُو عليها بما يُحنى إلى حِيــنِ…
يمَّمْتُ نفسي وماءُ الشَّوقِ يغمُرني
لأنَّها في الهوى مَسٌّ من الطِّيــــنِ
خالد لوناس 25/11/202