كانت علاقتي أول مرة بالأديبة مي زيادة بنصها العيون ليحيلني هذا النص إلى جميع كتبها تقريبا ،ظلمات وأشعة وباحثة البادية والصحائف وغيرها ،إضافة لرسائلها مع الأديب جبران خليل جبران ومن خلاله رسائله تعرفت على الأديبة مي زيادة وعن صالونها الأدبي والنخبة الأدبية التي كانت تحضر هذه الجلسات بمختلف مشاربهم ،كأحمد شوقي وحافظ إبراهيم والعقاد والرافعي وولي الدين يكن والقائمة طويلة ،وتبحرت في صالونها وأهم الجلسات التي كانت تعقد في صالونها الذي أحالني إلى عدة صالونات ووقفت على صالون سكينة بنت الحسين الذي كان أول صالون عربي وولادة بنت المستكفي في الأندلس وصالون مريانا مراش في سوريا وصالون نظلي هانم في مصر وصالون العقاد في مصر، لتتبلور الفكرة لأقوم بتأسيس أول ،”صالون بايزيد عقيل الثقافي “الذي يعتبر أول صالون في الجزائر بشكله التقليدي المستحدث وكان تاريخ 19سبتمبر من عام 2002 كأول إطلالة على الإبداع من خلال هذا الصالون الذي تمت تسميته على اسم والدي رحمة الله عليه كاعتراف بالجميل لأني ورثت عليه هذا السكن فكانت غرفة الاستقبال صالونا ثقافيا يخلد ذكراه وكانت جلساتنا تعقد كل خميس من ٱخر كل شهر وجاءت الجلسات متنوعة ومثمرة ,ولكن ظروف التحاقي بالجامعة جعلت من الصالون يتوقف لفترة زمنية طويلة نوعا ما ،وتوالت الأيام وفي اول زيارة لي لمصر قررت أن تكون زيارتي لسكن مي زيادة خاصة البيت الذي كانت تقام فيه الجلسات الأدبية لصالونها الأدبي لكن الأمر لم يكن سهلا وبعد عدة أيام وبصعوبة شديدة استطعت الوصول إلى المكان وكم كان أسفي شديدا حينما علمت أن البيت هدم وتحول لمحطة بنزين و”درات الأيام” وعدت ثانية للجزائر،وانخرطت في سلك الإبداع ثانية والمشاركة في الملتقيات الأدبية كشاعر بالدرجة الأولى ومتدخلا في بعض الندوات الثقافية والأدبية ،وكم كان سروري كبيرا حينما اتصل بي الصديق الدكتور السعيد موفقي للمشاركة في ندوة أدبية كما موضوعا رواية الدكتور وسينى الأعرج حول روايته “ليالي إزيس كوبيا” فرحبت بالفكرة ومباشرة انطلقت في البحث عن الراوية خاصة وأن الرواية لروائي أكن له من الاحترام الكثير خاصة عندما قرأت روايته ذاكرة الماء والتي كانت طافحة بالشعرية بخلاف بعض رواياته الأخرى المتنوعة وفعلا حملت الرواية وعلى مدار عشر ساعات متتالية أنهيت الرواية التي أحدثت زلزالا في ذاكرتي ودوخني وسيني كعادته فلم أستطع أن أعرف الواقع من الخيال في هذه الرواية التي استعصى عليا فك رموزها خاصة بم يتعلق بمخطوط ليالي العصفورية هل فعلا وسيني وجد المخطوطة التي كانت ضائعة لأكثر من ستين سنة أم هو خيال الكاتب هو الذي جره لانصاف هذه الأدبية التي مرت حياتها من الانتصار إلى الانكسار وجاء موعد الندوة والتي كلفتني أكثر من أسبوع بحثا في كل ما أملك من كتب وكل ماتعلق بي الأدبية والروائي وسيني عبر وسائل التكنولوجا وعرفت في هذه المحطات مي زيادة أكثر واقتربت أكثر من وسيني الأعرج ولكن للأسف لحالة مرضية مفاجئة جعلتني أعتذر عن الندوة في ٱخر لحظة ،وتشاء الصدف وتأتيني دعوة من القاهرة للمشاركة في المعرض الدولي بالقاهرة وذلك من أجل بيع بالتوقيع لكتبي الثلاثة الصادرة عن دار يسطرون “الأفعى”و”من جهة القلب “و”مبدعات عربيات”ومن إن أنهيت مهمتي في المعرض حتى قررت زيارة مصر القديمة لزيارة قبر مي زيادة وكم كان استغرابي كبيرا حينما حاولت أن أسأل عن مي زيادة وكأني أبحث عن إبرة في كومة قش وكلفتني هذه الرحلة أكثر من أربع ساعات فزرت تقريبا كل مقابر مصر القديمة دون جدوى وحينها شعرت أنني فقدت الأمل واستعدت للعودة للقاهرة وفجأة أستعنت بصاحب “توكتك”وقمت بإعادة الكرة ثانية فكنا كلما نسأل نوجه إلى مقبرة وعند وصولنا إليها أخبر صاحب التكتك بأني زرتها وهكذا تقريبا زرنا المقابر ثانية ولما هممت بالتوقف عن البحث وكان سؤالي الأخير لشيخ طاعن في السن واخبرته بغرضي وبأنني زرت كل المقابر ولاجدوى وحاولت أن أقرب له السؤال وسألته عن المسيحيين اللبنانين وعن مقابرهم فدلني عن مقبرة ولكنه دون أن يكون متأكدا من ذلك فقلت لصاحب” التوكتك” هذه ٱخر مقبرة سوف نزورها وبعدها سنفترق وبالفعل ،وصولنا إلى المقبرة ومباشرة وأنا أسأل صاحب المقبرة ودون أن أكمل التحية قالي لي تريد قبر مي زيادة فقلت له نعم فأخذني إليه ،ثم عرض عليا صورة من صورها لأشتريها فقلت له أملك من صورها الكثير ونشرت الصورة ،وإذا بي أتفاجأ بتعليق جميل من الروائي الجميل وسينى الأعرج مرفوقا بصورة في نفس المكان ونفس الوضعية “وكأننا اتفقنا يا عزوز “.