معارج المشتهى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر جمال الرميلي
وطــنِـي رجــوتُـكَ بــالـذِي وهَـبَـا
لـــكَ صُـــورةً كـيـمَـا أرَى الـعَـجبَا .
أنْ تـسـتـعـيدَ لـقـامَـتِي شَــفَـةً
و تَـضُـمَّ مَــنْ فِــي بُـعْـدِكَ اقْـتَرَبَا .
قَـدْ كُـنْتُ أبْـغِي الـقَوْلَ فِيكَ وَ هَا
جملي تَـخُونُ و هَـا فَـمِي اغْتَرَبَا .
كَـــمْ أشـتـهِي أنْ ألـتَـقِيكَ وَقَــدْ
أعْــدَدْتَ لِــي فِــي روضَــةٍ لُـعَـبَا .
أنْ تَـسْـتَـعِـيْـدَ الأرضُ ضِـحْـكَـتَـهَا
و يُـصَـافِحَ الإشْــرَاقُ مــا احْـتَجبَا .
كـمْ أشـتهِي أنْ أمْـتَطِي سـفرًا
صَـوْبَ الـمَدَى صَـوْبَ الًَّـذِي صَعُبا .
أنْ أطْــرُدَ الأقـفَاصَ مِـنْ عَـصَبِي
و أُعَــانِــقَ الإعــصَـارَ و الـسُّـحُـبَا .
كَـــمْ أشـتـهِى لِـلـرَّفْض بَـوْصَـلَةً
لِـلـمـبتغَى الـمَـنْـسَيِّ مَــا قـرُبَـا .
لِـلْـخُـطْـوَةِ الـمُـلْـقَـاةِ مَـسْـلَـكَـهَا
لــلْــعَـثْـرَةِ الــمُــدْمَــاةِ مُـنْـقَـلَـبَـا .
كــمْ أشْـتَـهِى يَـا سَـادتِي وَطـنًا أ
لــقَــــــى بِــه الإنْسَانَ مُـنْـتَسِبَا .
تَــهْــفُـو بِــــه الألْــحَــانُ دُونَ دَمٍ
و تَــصُــدُّهُ الأنْــسَــامُ إنْ غَـضِـبَـا .
و الـقَـصْـدُ يَـصْـفُو فِــي دَوَاخِـلِـهِ
و الـمُـشْـتَهَى يَـحْـلُو بِـمَـا رَحُـبَـا .
يَــا حَـسْـرَةَ الأشْـعَارِ فِـي كَـبِدِي
و الـحُـلْـمُ أغْــوَانِـي وَ هَـــا لَـعِـبَا .
يَــا حَـسْـرَتِي و الـحَرفُ دَاعَـبَنِي
حِــيْـنَ الـقَـوَافِـي جَــمَّـدَتْ لَـهَـبَا .
حِـيْـنَ الـصَّـحَارَى رمَّـلَـتْ مُـدُنِـي
وَ تَـرَاكَمَتْ فِـي الـحَلْقِ كَـيْ تَهَبَا .
مَـا كَـانَ فِـي الأَعْـمَاقِ مُضْطَرِ مًا
مَــا ضَــجَّ فِــي الأحْـشَاءِ والْـتَهَبَا .
يَـــا حَـسْـرَةَ الأشْـعَـارِ إنَّ دَمِــى
صَــبَـغَ الــمُـرُوجَ وضَــمَّـخَ الـعِـنَبَا .
وأمَـــــدَّ لِــلْـفَـجْـرِ الْــبَـهَـارِ يَــــدًًا
وَ أَزَاحَ عَــنْ زَيْــفِ الـهَوَى الـحُجُبَا .
لــكــنَّـمَـا ذا الــعُــقْــمُ أمْــهَــلَـهُ
حِـيـنًـا ولَــمْ يُـهْـمِلْ بِــهِ الـسَّـبَبَا .
لـكـنَّـمَـا بــالـرُّغْـمِ مِــــنْ تَـعَـبِـي
أحْــيَــا لِــكَــيْ لَا أظــهِـرَ الـتَّـعَـبَا .
الـجـمرُ مــنْ كَــوْمْ الـرَّمَـادِ أتَــى
و الـنَّـارُ هَــا تَـسْـتَحْشِدُ الـحَـطبَا .
و الـخيلُ قَالتْ فِي الصَّهِيلِ كَفَى
و الـزحـفُ هَــا أرْخَـى وهَـا جَـذَبَا .
فـاسْـتَمْطِرِي عَـيْـنَيْكِ يَــا لُـغَـتِي
و تَـفَـاخَرِي لـسْـتُ الَّــذِي سَـلَبَا .
و لْـتُفْصِحِي فِي النُّورِ عَنْ جَلَدِي
عــــنْ بَـسْـمَـةٍ تـنْـتَـابُنِي كَــذِبَـا .
و لْـتُـعْلنِي فِــي الـنَّاسِ أنَّ يَـدِي
لـــمْ تَـمْـسِـكِ الأقْــلَامَ و الـكُـتُبَا .
بَـــلْ سَــخَّـرَتْ لـلْـجَـمْرِ رَاحَـتَـهَـا
و الـرَّفْـضَ ضَـمَّـتْ حِـيْـنَمَا خَـطَـبَا .
قُـولِي لَـهُمْ كَـمْ كُـنْتِ لِـي حُـلُمًا
مَـــا جَـــاءَ حَـتَّـى أدْمَــنَ الـهَـرَبَا .
قُـولِي لَهُمْ كيْفَ اشتَهَتْ سُفُنِي
بـحْـرًا أمَــاطَ الـسَّـطْحَ واصْـطَخَبَا .
قُـولِـي لَـهُمْ كَـيْفَ الـسَّمَاءُ دَنَـتْ
لــمَّـا تَـسَـامَـتْ دَعْـوَتِـي شُـهُـبَا .
يَــا هَــذِهِ الأشْـعَـارُ فِــي مُـقَلِي
هلْ فِي القَوافِي مَا يَفِي الهُدُبَا؟ .
فَـلَـقَدْ تَــوَارَى الـشِّـعرُ مِـنْ زَمَـنٍ
و تَــجَــعَّــد الإبْـــحِــارُ و انْــتَـحَـبَـا .
صِـيـرِي بِـقَـلْبِ الـحَـرْفِ مَـجْـمَرَةً
تُـدْمِـي الـصَّقِيعَ وَ تَـحْتَوِي الـكَربَا .
هُــزِّي إلـيْـكِ الـضَّـوْءَ فِــي دَعَـةٍ
تَـسَّـاقَـط الــجَـدْوَى هُــنَـا رُطَــبَـا .
فَـلَـكَـمْ أردْتُـكِ للنِّــدَاءِ فَــــــمِي
ولَــكَــمْ أرَدْتًكِ فِي دَمِي النَّسَبَا