سُمْـنُـونُ فِي زَمَـنِ الكُـورُونَــا
١- فاضت حُروفي وهذَا القلبُ يُختَطَفُ فِي فَجْوةٍ في كُهُوفِ الخَوفِ يُنتَتَفُ
٢- فالكونُ رجْرَجَةٌ والشِّعرُ مِقصَلةٌ كيْف النّسيجُ وهذا الغُولُ مُزدلِفُ؟!
٣- ما سِرتُ في مَسلَكٍ إِلاَّ تُجاذِبُني أهْوالُ وسْوسةٍ والنّارُ تَلتقِفُ
٤- ما سِرتُ -يا أمَلي- في أبحُرٍ لُجُبٍ إِلاَّ وفي أضلُعِي الزِّلزالُ والرُّجُفُ
٥- فالدَّربُ منخسِفٌ والدّاءُ معتمِلٌ سُودٌ فَواغِرُهُ والبِشرُ يَنخسِفُ
٦- والنّاسُ في أرَقٍ يَطوي بهم نفَقٌ في جوْفِه نفَقٌ لا نُورَ يُغترَفُ
٧- والفِكرُ منفلِقٌ تجتاحُه رُعُدٌ في كفِّ مختَبَلٍ تَجري بهِم كُسُفُ
٨- والأرضُ كاسِفةٌ للدّاء حاملةٌ فيها “كرُونا” وفي تَطوافِها القَرَفُ
٩- فيها “كرونا” عذاباتٌ وعاديةٌ من الأفاعي وفي تَسيارِها عُصُفُ
١٠- والنّاسُ في وطَني حُمَّى تُواثِبُهُم: فالزّيْتُ مفتَقَدٌ والذِّهنُ مُنكسِفُ
١١- يا لَلرِّجالِ!! أَمَا في الدَّاءِ معتبَرٌ؟! أيْن التَّودُّدُ والتَّحْنَانُ والأُنُفُ؟!
١٢- والحُرُّ يأكلُهُ التَّسْآلُ من عَجَبٍ متَى انقشاع الغيوم السُّودِ يا سدَفُ؟!
١٣- مَتى يَفيضُ الوَرى حُبًّا بِلا مِنَنٍ والرُّوحُ يُسرِجُها الإيثارُ والكنَفُ؟!
١٤- سُمْنونُ أنتَ و بالأشواقِ محتفِلٌ مَا هدَّكَ الدّرْبُ لاَ سارتْ بِكَ الرُّصُفُ
١٥- سُمنونُ أنتَ إذَا الأقمارُ آفِلةٌ توقِّدُ النَّجمَ أفرَاحًا لِمنْ وَجَفُوا
١٦- سُمنونُ.. هَذي كُرونا في مرابِعِكُمْ كيْف السَّبيلُ وهذي أُمَّةٌ عَلَفُ؟!
١٧- تَقتاتُ مِن عفَن الأغرابِ راقِصةً والحِقدُ فجَّرَها.. هَيْهاتَ تأتلِفُ!!
١٨- سُمنونُ.. شاشاتُنا نزْفٌ ومَهزلةٌ فالجَهلُ مَشربُها والسُّحْتُ واللَّقَفُ
٢٠- سُمنونُ كيف تُناجي صِبْيةً سُغُبًا رَغِيفُهُمْ حُلُمٌ يَذوِي ويَنكسِفُ؟!
٢١- سُمنونُ تَركضُ خلف “الثُّوم” من سَفَهٍ يا لَلْعُروبةِ!! كَم تشْقى إذَا انحرفُوا!!
٢٢- أيْن “السَّميدُ” هُنَا والعَيْنُ سَادِرةٌ والسُّوقُ مُوحِشَةٌ لا ضَوْءَ يُغتَرَفُ؟!
٢٣- والجَمْعُ في مَوطِني لاَ عِطْرَ يجمعُهُمْ وَجالَ فيهِم سُعارُ التِّيهِ والشَّظَفُ
٢٤- تَهوِي الجِباهُ لأنصابٍ مُزخرَفَةٍ مِحْرابُها دِرْهمٌ والدِّينُ مُنقصِفُ
٢٥- وفِتيةٍ ضمَّهُم إرجافُ تَلفزةٍ تقاسَمُوا بيْنَهُمْ مَا لَيْسَ يُلْتطَفُ
٢٦- فَأجَّجُوا في بقايَا الرُّوحِ زَعْزَعةً وأَنبَتُوا إِثرَها شَوْكًا لِمَن رُصِفُوا
٢٧- فانهَارَ كُلُّ جِدارٍ حاضِنٍ أرَجًا وانساب فِيهِم أُوارٌ والدُّنَى نُزُفُ
٢٨- يَا صَاحِ.. ماذَا نُلاقِي مِنْ شقاوتِهِم؟! في دَربِهِم حَسَكٌ مُذْ سَادَهُمْ تَلَفُ
٢٩- فاللَّفْظُ فَاقِرَةٌ لِلْوُدِّ عاقِرةٌ كيْف التَّبسُّمُ والألطافُ تُختَرَفُ؟!
٣٠- سُمنونُ هذي كُرونا ساءَ صانِعُهَا يا ليْت شِعري متَى تَزَّيَّنُ الغُرَفُ؟!
٣١- يا لَلْكرونا!! ألاَ رِفْقًا بِمُنكسِرٍ “مِسَاسَ” يَسْري غَدَا يَهْمِي ولا يقفُ
٣٢- في كلِّ مُنعطَفٍ مستقبلاً شرَرًا فالتُّربُ ديدنُهُ الآهَاتُ والجُرُفُ
٣٣- حَظْرٌ تواصُلُهُ نَفعٌ تفاصُلُهُ حَتّى تُعَادي -ضُحًى- لاَمَاتُهُ الأَلِفُ
٣٤- سَرى بِلا كَلِمٍ درْسًا لمعتبِرٍ ماذا عرانا؟! وأنَّى يَختفِي الهَدَفُ؟!
٣٥- سُمنُونُ في بِئرِكُم زهْرٌ لمُنتشِقٍ وأنتَ يوسفُ في أبياتِكُم لُطُفُ
٣٦- حَتْمًا ستذوي كُرُونا مِثلَ صانِعِهَا حَتْمًا سَيَقْهَرُها الأقمارُ والشّرَفُ
٣٧- وتُشرِقُ الشَّمسُ من أضلاعِ عَاربةٍ ويُورِقُ البَدرُ إِعجابًا بِمَن عزَفُوا
٣٨- ويُزهِرُ العُربُ بعدَ المَحْلِ زَنبقَةً ويُلقِمُوا الكَونَ آدَابًا فيَعتَرِفُ
٣٩- سُمنُونُ أنْتَ إذَا الأرْواحُ حَالِكَةٌ تُضِيءُ قَلْبَك إسْعَادًا لمَن كُسِفُوا
٤٠- سُمْنُونُ تَمْشِي بِأكْوانٍ مُغَلَّسَةٍ أَخرِجْ مِن الطُّورِ نُورًا أَيُّهَا النَّجَفُ
٤١- وَأَمْطِرِ العُرْبَ أضْواءً وَمَنْقَبَةً عَصَاكَ أَلْقِ هُنَا تَسَّاقَطِ التُّحَفُ.