في التاسع عشر من شهر سبتمبر الموافق لعام ألفين واثنين تم تأسيس صالون بايزيد عقيل الذي يرأسه الشاعر الجزائري عزوز عقيل الفكرة جاءت بعد دراسة عميقة للوضع الثقافي الذي كان يعرف جمودا وفي غياب كلي للنشاطات الثقافية على مستو ى المؤسسات الرسمية سمي الصالون باسم والد الشاعر عزوز عقيل لأن النشاطات كانت تعقد في بيت ورثه الشاعر عن أبيه ووفاء لذكرى الوالد تمت تسمية الصالون باسمه ، جاءت الفكرة كبديل للجمعيات الثقافية التي أصبحت لا تتمع بحريتها، تم تأسيس الصالون كتقليد للصالونات القديمة بداية من صالون سكينة بنت الحسين الذي كانت تجتمع فيه النساء لتبادل الشؤون الدينية والثقافية مرورا بالصالون الثقافي الغالب عليه الطابع السياسي والتي كانت تديره ناظلى هانم وكان من بين المشاركين في صالون ناظلى هانم الكاتب الكبير أحمد أمين ،ثم صالون مي زيادة الذي يعتبر أشهر صالون أدبي في القرن العشرين فصالون العقاد وغيره من الصالونات الأدبية آنذاك ، أما في العصر الحديث فهناك عدة صالونات أدبية موزعة هنا وهناك ولكنها تبقى مقتصرة على مدن معينة وهذا ما حاول صالون بايزيد عقيل أن يستفيد من التجارب المتنوعة للصالونات الأدبية وهو أن صالون بايزيد عقيل تجاوز حدود المدينة إلى حدود الوطن ليعرف نشاطاته خارج المجال الوطني ليكون عربيا.
سياقه البيان المعنوي
جاء بيان التأسيس المعنوي بعدة بنود يلتزم بها المبدع معنويا لأن صالون بايزيد عقيل هو فضاء حر لا يلتزم بقوانين الجمعيات ولكن يلتزم بروابط معنوية أخوية وبالكلمة العذبة الجميلة الحرة في فضاء حر وجاء بيان التأسيس كما يلي :
بيان التأسيس:
هكذا دون استئذان تقتلنا الرتابة والروتين ونقف صوبه متأملين في حسرة دون أن نحاول على الأقل أن نهرب من طريقه، فالمنافذ كلها أغلقت، ولأننا نبحث عن الأكسوجين، فقط نريد أن نتنفس في زمن ثاني أكسيد الكربون ولأننا نحترق هذا قدرنا ، لم نختره طواعية ، ولكننا مجبرون ، لذا فنحن نسعى دائما جاهدين ،للبحث عن كوّة للضوء، نطل بها على العالم في زمن الموت المجاني أيضا والتهميش المعلن نسعى جاهدين من خلال صالون بايزيد عقيل الثقافي ،أن نشعر على الأقل بأننا هنا نصنع فضاء مفتوحا للكلمة العذبة ، الكلمة الجميلة ، بعيدا عن كل المزايدات والمساومات .
هذا الفضاء الذي نتمناه أن يكون مفتوح لكل أيام الوطن يفتح أحضانه لمـحترفي الكلمة بعيدا عن المؤسسات العرجاء وجمعيات اللاجدوى ، ليكون انطلاقة نحو الفرح القادم، نحو الحلم الآتي ، الصالون بكم أيها المبصرون في ظلام الآخرين ،أنتم الذين تنيرون هذا الدرب المفروش بأشواكهم كونوا دائما مع الذات .
وتطرق البيان المعنوي إلى مجموعة من الأهداف التي أسس من أجلها الصالون ولخـصها البيان في :
- يسعى صالون بايزيد عقيل الثقافي في ربط العلاقات الأخوية والأدبية وتعميقها
- فتح صفحات خاصة لمبدعي الصالون في الجرائد الوطنية
- كسر الرتابة والروتين من خلال اللقاء الشهري
- فتح موقع للصالون الثقافي على شبكة الانترانت
- منا قشة مختلف القضايا الثقافية
- إقامة أمسيات أدبية وثقافية
- دراسة إمكانية الطبع المشترك أو تقديم مجموعات للطبع بمساهمة أعضاء الصالون
كما لم يفت أعضاء الصالون لصياغة نظام داخلي يحدد تسيير الجلسات وجاء فيه مايلي :
- على المبدعين احترام المواعيد الخاصة لجلسات الصالون
- حدد يوم الخميس من أخر كل شهر لعقد الجلسات الاهتمام بما يقدم في الصالون إعلاميا
- يحتفل الصالون بكل المناسبات الوطنية والدينية خارج إطاره الزمني
- يمكن لأعضاء الصالون تكريم من رأوه أهلا لذلك من المبدعين أو من المهتمين بالوضع الثقافي
- تسجل الأعمال بكل الوسائل المتاحة وذلك للأرشيف
- أكثر من ثلاث عيابات متتالية دون مبررات يعتبر المبدع معفى تلقائيا من جلسات الصالون
الخطوة التالية
وزع البيان على مجموعة من المبدعين وهم حميد غالم بن مريسى قدور ، بونيف الحاج ، سعدي صباح ،أم الريش الأخضر ، وعزوز عقيل رفقة الدعوة لحضور الجلسة الأولى المحددة بتاريخ التاسع عشر من الشهر التاسع لعام ألفين واثنين :
عقد الصالون إلى حد الساعة عدة جلسات قرأت فيها كثير من القصائد الشعرية والقصص القصيرة من طرف العديدة من الأدباء أمثال الشاعر أم الريش الأخضر وقحدون عبد القادر ، وسعدي صباح و بونيف الحاج ، وغيوب المختار و بهناس أحمد وغيوب المختار ومحمد ببوش ولوقيل عيسى واسماعيل دراجي وغيرهم هذا من داخل المدينة ، أما من خارجها فقد تدخلت هاتفيا كل من الشاعرة الجزائرية زهرة بلعا ليا والقاصة فايزة زيتوني والأديب جمال فوغالى والقاصة الجزائرية زهرة بوسكين الفائزة بجائزة سعاد الصباح والشاعر الجزائري أيضا عبد الرحمان بو زربة وغيرهم كما عرف صالون بايزيد عقيل الثقافي اتصلت من خارج الوطن متمثلة في الشاعرة والقاصة الأدبية الجزائرية المقيمة بالإمارات العربية جنات بومنجل التي كان لتواجدها ضمن الصالون نكهة أخرى أضفت على مبدعي الصالون حلاوة أخرى.
كما كرم الصالون العديد من الوجوه الثقافية متمثلة الكاتب مصطفى بن عطاءاله بونيف الحاج وأحمد بهناس والغول الحفناوي ، وكرم موقع شظايا أدبية بشهادة شرفية نظرا للخدمات الجليلة التي يقوم بها الأديب القطري خلف سلطاني بمعية الأديبة جنات بومنجل كما وثق الصالون كل الجلسات الأدبية بالصور المرئية والسمعية البصرية وهو الآن يملك أزيد من مأتي صورة وعشر أشرطة فيدو، لمختلف الجلسات الأدبية.